دعوى خلع بسبب تجاهل الزوج لزوجته بسبب الفيس بوك

في حادثة أثارت جدلاً واسعًا، تقدمت سيدة تُدعى “أمل” البالغة من العمر27 عامًا بدعوى خلع ضد زوجها أمام محكمة الأسرة، مبررةً قرارها بإهمال الزوج لها بسبب انشغاله المستمر بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ما أثر سلبًا على حياتهما الزوجية.
وبالرغم من محاولاتها المتكررة لاستعادة العلاقة والاهتمام من قبل زوجها، إلا أن منصات التواصل الاجتماعي كانت دائمًا في صدارة أولوياته.
الخلاف الذي دفع نحو الخلع
تبدأ القصة عندما تزوجت “أمل” من زوجها منذ ثلاث سنوات، وكانت حياتهما الزوجية تسير بشكل طبيعي في البداية. ولكن مع مرور الوقت، بدأت الأمور تتغير، حيث أصبح الزوج يقضي ساعات طويلة على الفيس بوك، منشغلاً بمنشوراته وتعليقاته مع الأصدقاء والعائلة، ما جعلها تشعر بالعزلة التامة.
وبحسب ما ذكرته “أمل” في دعواها التي حملت رقم 2432 لسنة 2024، فإنها كانت تتوقع من زوجها أن يكون أكثر اهتمامًا بها وبحياتهما المشتركة، إلا أن تزايد استخدامه للتكنولوجيا وخصوصًا الفيس بوك بدأ يتسبب في حالة من الإهمال العاطفي تجاهها.
وقالت “أمل”: “كنت أتحدث معه عن مشاعري، وأشرح له كيف أنني بحاجة إلى اهتمامه، لكن كان يرد عليّ دائمًا أنه مشغول بمحادثات لا يمكنه تفويتها على الفيس بوك. شعرت أنني أعيش مع شخص موجود بجسده فقط، لكن عقله وقلبه في مكان آخر”.
الفيس بوك يهدد العلاقات الزوجية
يشير المختصون في العلاقات الزوجية إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة الزوجية، خاصة إذا كان أحد الزوجين مفرطًا في استخدام هذه المنصات. وفي حالة “أمل”، كان الزوج يفضل التواصل مع أصدقائه على الفيس بوك، تاركًا زوجته تشعر بالتجاهل والوحدة داخل المنزل.
وفي تعبير عن تزايد هذه الظاهرة، قالت أمل في الدعوى: “أصبح الفيس بوك أولوية بالنسبة له، وكان يفضل الرد على تعليقات أصدقائه بدلاً من مناقشة أمورنا الزوجية. لم يكن يشعر بحاجة للتحدث معي أو حتى تخصيص وقت لنا كعائلة، ما جعلني أعيش في دائرة من العزلة العاطفية”.
قرار الخلع وحماية الحقوق الشخصية
بناءً على هذه المعاناة، تقدمت “أمل” بدعوى خلع أمام محكمة الأسرة في محاولتها لاستعادة حياتها العاطفية والعاطفة التي افتقدتها. وقد استندت في دعواها إلى ما عُرف بـ “الإهمال العاطفي” و”التجاهل المستمر”، حيث طالبت بتطليقها من زوجها بموجب الخلع، وهو ما يسمح للمرأة بالطلاق بناءً على رغبتها دون الحاجة إلى إثبات الخطأ من الطرف الآخر، بشرط أن ترد جميع حقوقها المقررة.
وقد أبدت “أمل” في دعواها قلقها من تأثير تصرفات زوجها على حياتها النفسية والعاطفية، وأكدت أن التكنولوجيا أصبحت تهدد كثيرًا من العلاقات الزوجية، وقد تكون سببًا في تدميرها إذا لم يتم تنظيم استخدامها بشكل صحيح.
التكنولوجيا وتأثيرها على الحياة الزوجية
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها “فيس بوك”، جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، ولكن الاستخدام المفرط لها يمكن أن يؤدي إلى تفكك العلاقات العاطفية، خاصةً إذا لم يكن هناك توازن بين العالم الرقمي والعالم الواقعي. الخبراء ينصحون بأن يكون هناك وقت مخصص للزوجين للتواصل الفعّال بعيدًا عن الأجهزة الذكية، حتى لا يشعر أحد الطرفين بالإهمال أو الوحدة.