في حوار مع «مولاتي».. الدكتور دعاء الشريف تكشف تفاصيل علاج مرض البهاق
حوار-أحمد سامي
مرض البهاق هو من الأمراض الشائعة التي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، حيث يمكن أن يتحول جزء من الجلد إلى اللون الأبيض، ويمكن لبعض الأشخاص فقدان لون الجلد داخل أفواههم، وحتى العين يمكن أن تفقد بعض من لونها.
وقالت الدكتورة دعاء الشريف، مدرس الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة حلوان، من المهم فهم الخطوات الأولى التي يجب اتخاذها عند ظهور أعراض البهاق، فضلاً عن أهمية التوعية بمرض البهاق وتقديم النصائح للمصابين.
وأضافت الدكتورة دعاء الشريف، خلال حوارها مع موقع “مولاتي”، أن للتغذية دور مهم في الحد من انتشار مرض البهاق، فالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين يمكن أن يساعد في تحسن حالة مرض البهاق.
وكشفت مدرس الأمراض الجلدية، عن وصولها إلى صياغة دهان موضعي يُساعد على استعادة اللون، وإنها في عملية إثبات براءة الاختراع له وحفظ الحقوق الفكرية.
إلى نص الحوار..
ما هو البهاق؟.. وما هي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهوره؟
البهاق، هو مرض مناعي غير معدي، ورغم عدم معرفتنا للسبب الرئيسي، هناك نظريات تشير إلى ارتباطه بالحالة النفسية وتأثيرات الصدمات النفسية المفاجئة، بالإضافة إلى العوامل الوراثية. ينجم هذا عن تعطل في جهاز المناعة، الذي يبدأ في مهاجمة خلايا اللون بصورة غير طبيعية، وهو ما يستدعي ضرورة التخلص منها.
ما هي التحديات الرئيسية التي يواجهها المصابون بالبهاق من ناحية النفسية والاجتماعية؟
التحديات التي يواجهها المصابون بمرض البهاق تشمل التنمر والرفض المجتمعي، حيث يعتقد الكثيرون أنه مرض معدي، مما يؤدي إلى تجنب التعامل معهم، مما يزيد من توترهم وقلقهم ويسبب لهم الاكتئاب والشعور بالرفض والنبذ.
هل يمكننا التحدث عن أنواع مختلفة من علاج البهاق؟
– رغم وجود العديد من المحاولات لعلاج مرض البهاق، إلا أنه حالياً لا يوجد علاج شافٍ يضمن الشفاء التام من هذا المرض.
– هناك العديد من الطرق العلاجية لتخفيف أعراض مرض البهاق والتحكم في انتشاره، منها استخدام مثبطات المناعة ومعدلات المناعة التي تساعد في وقف انتشار المرض، إضافة إلى جلسات الليزر وعمليات زرع الخلايا الصبغية، واستخدام محاليل معلقة لخلايا اللون التي تمنح الفرصة للأماكن غير المصابة بالصبغة لاكتسابها بعد الزرع.
هل هناك أدوية موضعية لعلاج مرض البهاق؟
نعم، بالفعل، هناك أدوية موضعية مثل المراهم والكريمات التي تُعيد نشاط الخلايا الصبغية. وفي الوقت الحالي، وصلت إلى صياغة دهان موضعي يُساعد على استعادة اللون، وأنا حالياً في عملية إثبات براءة الاختراع له وحفظ الحقوق الفكرية المتعلقة به.
ما هي الخطوات الأولى التي يجب على الشخص المصاب بالبهاق اتخاذها عند الكشف عن الأعراض؟
عند ظهور أي بقعة بيضاء على الجلد، يُنصح المصاب بالتوجه إلى أقرب طبيب أمراض جلدية للتحقق من إصابته بمرض البهاق. يتم فحصه بواسطة أشعة معينة يمكن للطبيب من خلالها تأكيد التشخيص والبدء في رحلة العلاج.
ما هي النصائح التي يمكنك تقديمها لمصابي مرض البهاق؟
نصيحتي لمرضى البهاق هي تجنب التوتر العصبي، حيث إن ذلك يساعد في منع انتشار المرض. كما نشجع على قبول الواقع والرضا بقضاء الله، والتعامل مع هذا المرض على أنه منحة إلهية وليس مجرد مرض.
هل يمنع مرض البهاق الإصابة بالسرطان؟
نعم، دراسات علمية أثبتت أن مرضى البهاق لديهم درجة أقل من خطر الإصابة بسرطان الجلد، مما يجعلهم أقل عرضة لهذا النوع من السرطان. ومن هنا، يُشجع على تغيير النظرة تجاههم، حيث يُعتبرون مميزين بطريقة فريدة بدلاً من مجرد مرضى بالمعنى التقليدي.
هل للتغذية دور في تفاقم أو تخفيف أعراض البهاق؟
بالتأكيد، للتغذية دور مهم في الحد من انتشار مرض البهاق. فالابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين يمكن أن يساعد في تحسن حالة مرض البهاق، كما أن زيادة استهلاك الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د وفيتامين ب المركب يمكن أن تساعد كثيرًا في تحسن حالة مرض البهاق.
ما هي الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الناس عند مواجهة مشكلة البهاق؟
إحدى الأخطاء الشائعة التي يقع فيها مرضى البهاق هو الاعتقاد بأن المرض ليس له علاج ويجب تركه دون علاج، وهذا خطأ فادح. فعلى العكس، كلما تم البدء بالعلاج في المراحل الأولى من المرض، كلما كان من الممكن تسهيل السيطرة عليه والتخلص منه. ومن الأخطاء الشائعة أيضًا امتناع المرضى عن تناول البيض والسمك واللبن وكل ما هو لونه أبيض، وهذا الاعتقاد ليس له أي أساس من الصحة.
