اخبار المرأة

«مولاتي» تحاور صانعة المحتوى مها جاد وتكشف أسرار جديدة عن عالم  التيكتوك

حوار: أحمد سامي 

في عصر التواصل الرقمي وانتشار منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الهوية والحضارة المصرية تظهر بألوانها الزاهية وتفاصيلها الثرية على مستوى العالم. إن وجودها وانعكاسها عبر السوشيال ميديا ليس فقط عرضاً للتراث العظيم الذي تزخر به مصر، بل يمثل أيضًا وسيلة فعّالة للترويج للسياحة في هذا البلد الذي يحتضن تاريخًا عريقًا وثقافةً متنوعة.

حاور “مولاتي” صانعة المحتوى مها جاد، التي تُسلط الضوء على مصر، تاريخها، ثقافتها، وحضارتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك التيك توك، لمعرفة كيفية استخدام منصات التواصل لنشر تراثنا الغني وتعزيزه بأسلوب إبداعي، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية التاريخ والتراث المصري للجيل الحالي.

إلى نص الحوار..

كيف يؤثر التراث المصري القديم على إبداعاتك ومحتواك الحالي؟

التراث المصري وتاريخنا هو المحتوى الذي أعمل عليه، وأرى نتائج إيجابية جدًا دائمًا، حيث يخبرني الناس أنهم بدأوا يغيرون وجهة نظرهم عن مصر، وأصبحوا يحبونها أكثر ويتحدثون عنها بشكل إيجابي، ويتعلمون المزيد عن تاريخنا وتراثنا، ويسعون لاكتشاف الحقائق بأنفسهم. في البداية، بدأت أقوم بإنتاج محتوى عندما ظهر مفهوم الأفروسنترك في مصر، والحمد لله، بدأ الناس يدركون ماهية الأفروسنترك ومخاطره، والآن، بدأ الكثير من الشباب يواجهونه وينشرون الصورة الصحيحة والإيجابية عن تاريخ مصر، وهذا أمر مهم للغاية وأنا سعيدة به.

في نظرك، ما هي أهمية الحفاظ على الهوية المصرية في عالم متغير ومتنوع؟

يُعتبر الحفاظ على تاريخ مصر وهويتها من الأمور الهامة، حيث يمكننا من مواجهة التحديات بشكل أفضل، خاصة في ظل تطور الحروب الثقافية والإعلامية، حيث باتت الحرب أكثر شراسة من أي وقت مضى. من خلال استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، يُحاول الأعداء تشويه صورة تاريخنا وتراثنا، ومن هنا تأتي أهمية توعية الشباب بأهمية الحفاظ على تلك القيم والتاريخ، ليكونوا قادرين على الدفاع عن وطنهم وثقافتهم.

كيف يمكن للفن والثقافة المصرية المعاصرة أن تعبر عن الهوية المصرية بشكل مبتكر وحديث؟

من الناحية الفنية، نحن كمصريين لدينا حظ كبير بوجود إمكانيات كبيرة في مجالات الدراما والسينما، كما يظهر في مسلسل “الحشاشين”. يمكننا استخدام لهجتنا المصرية، حيث أن أكثر من ٥٠٪ منها مشتقة من مفردات اللغة المصرية القديمة. أتمنى صنع مسلسل تاريخي كبير عن مصر، مثل قصة حياة حتشبسوت أو نفرتيتي، لاستغلال تفاصيلهم وإخراج مسلسل عالمي.

الشباب بدأوا في اعتماد الإكسسوارات والهويات المصرية، وكذلك الرسامون وأصحاب المطاعم والشركات يعبرون عن فخرهم بكونهم مصريين بنسبة ١٠٠٪. هذه الحركات توضح أهمية هويتنا وثقافتنا التي نتمسك بها منذ الآف السنين. ويمكننا إنتاج فيديوهات قصيرة “ريلز” تسلط الضوء على تاريخنا وهويتنا على المنصات الاجتماعية، بالتعاون مع صناع محتوى مشهورين يمكنهم استغلال محتواهم في توعية الشباب المصري بوطنهم.

ما هو دورك كصانعة محتوى في نشر وتعزيز الثقافة والهوية المصرية من خلال منصات التواصل الاجتماعي؟

دوري كصانعة محتوى على ألا أفقد الأمل، وأفضل التواصل مع الناس حتى في حال واجهت التحديات والعقبات، فهذا يمكن أن يساعدهم على إعادة اكتشاف قيم بلادهم. نحن في فترة مهمة بعد أحداث أكتوبر النصر العظيم لمصر، ويجب علينا أن نقوم بتجديد الجهود والعمل من جديد في بلدنا، بدلاً من الاعتماد على الآخرين. وأدرك أن هذا ليس مجرد صيحة عابرة، بل أمرًا أساسيًا ومهمًا للغاية.

 كيف يمكن للشباب المصري أن يستفيدوا من تاريخ وثقافة بلادهم في بناء مستقبلهم؟

الشباب المصري يستفيد كثيرًا من تاريخ بلدهم، حيث تعتبر مصر السياحة الأهم فيها. عندما يتم الحفاظ على التاريخ ونقله للأجيال، يمكنني استغلال ذلك بشكل فعّال لتعزيز صورة السياحة في مصر وتعزيزها في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية مثل الصناعات الغذائية والملابس والصناعات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يتجه الآن استخدام الهوية المصرية في العديد من القطاعات مثل الأسماء الجغرافية والصناعات، مما يجذب اهتمام الأجانب ويزيد من الدخل الوطني. كمثال، يُعتبر اقتصاد كوريا الجنوبية قائمًا على ثقافتها وتاريخها، وهذا يعزز الصناعات المحلية ويزيد من جاذبية السياحة. بالنظر إلى أن مصر تمتلك ثراءً ثقافيًا وتاريخيًا كبيرًا، فإنه ينبغي علينا الاستفادة القصوى منه لتطوير الاقتصاد ورفع الوعي الثقافي والاجتماعي.

ما هي التحديات التي تواجهك كصانعة محتوى عند تناول مواضيع تتعلق بالحضارة والهوية المصرية؟

التحديات التي أواجهها تتمثل في الحملات التي تأتي من مختلف الجنسيات وتستهدف مصر وإنجازاتها، حيث تسعى إلى التقليل من صورتها الذهنية، ويبدو أنهم يخشون عودة مصر بقوة مما قد يؤثر سلباً عليهم، حيث يرغبون في أن يكون النجاح مقتصرًا على فئة معينة، بينما تظل صورة مصر مقتصرة. والحقيقة أن مصر أكبر بكثير ودولة عظيمة.

هل تعتقدين أن هناك فرصة لتطوير محتوى عن الحضارة المصرية ليكون جاذبًا ومثيرًا للاهتمام للأجيال الشابة؟

بالطبع، هناك فرص كثيرة جداً متاحة حالياً. يستخدم نجوم منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتيك توك المكياج والملابس المصرية لعرضها، وهم يشكلون فئة مهمة يجب التركيز عليها؛ لأن الأطفال يتأثرون بهم بشكل كبير. كما ينبغي أن نهتم بالكرتون والمسلسلات والموضة، حيث كانت مصر أول دولة اخترعت كل شيء حرفياً. يمكننا استغلال هذه الفرص لتطوير المحتوى المصري. مصر متقدمة في الأدب والفن والكوميديا، وبإمكاننا إظهار تاريخ مصر في هذه الجوانب بطرق مختلفة تناسب جميع الأذواق. ومن خلال ذلك، ستفهم الناس أن القومية ليست مقصورة على فئة معينة، بل أن كل شخص يمكنه أن يكون مصرياً قومياً بدون تصنيف.

ما هي القصص أو الشخصيات التاريخية المصرية التي تلهمك وتؤثر في محتواك؟

-القصص التي تؤثر فيَّ هي قصة حتشبسوت، لأنها قوية وطموحة، وقصة حبها التي لم تتحقق بسبب طموحها الكبير، ولأن مصر كانت قبل كل شيء بالنسبة لها، ولأن عصرها كان عصر سلام وزهد اقتصادي كبير جدًا لمدة ٢٤ سنة، فلم تشهد فترة حكمها أي حروب.”

– ومن القصص الأخرى الهامة لي هي قصص نفرتيتي وأخناتون وقصة الملك رمسيس الثاني وأولاده الذين أثروا في مصر.

– وبالطبع، أحب بشدة عائلة الملكة آياح حتب التي أعادت مصر حرة مرة أخرى.

– واعتز جدا الحديثة بأحداث ثورة ١٩١٩ وصمود المصريين أمام البريطانيين، والتي ذكرت في فيلم ‘كيرة والجن’ الذي صور الأحداث بواقعية، حيث أدركنا مدى مؤلم وصعوبة تلك الأحداث، وكيف تغلبنا كشعب عليها، مما يظهر قوتنا وعزمنا الصلب الذي لا يؤثر فيه أي شيء.

ما هي رسالتك للشباب المصري بخصوص الحفاظ على الهوية والتفخر بتاريخ بلادهم؟

رسالتي أنه يجب تجنب الهجوم بيننا كمصريين، حتى إذا كان أحد يرفض فكرة معينة. يجب علينا أن نرد بتفهم وتسامح وألا نهاجم أبناء بلدنا. يجب أن نقف بجانب بعضنا وندعم بعضنا في مجالات الأعمال والفن. وإذا كان شخص ينتج محتوى ويبحث عن المساعدة، يجب أن يجد دعمًا من المصريين الذين يشاركون نفس الهوية والهدف. عندما نقف جميعًا معًا وندعم بعضنا، ستكون الفوائد للبلد أكبر، وبالتالي يجب علينا دعم بعضنا البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى