نادي النساء السري

«مولاتي» يحاور الكاتب والروائي نصر الله الملا

حوار-مي الجعلي

من خريف الغضب وسربرنتشا ومخالب اليمامة حتى سلسلة ممالك السماء .. وكلها أعمال تبحرت في عوالم النفس البشرية وتركت بصمتها في عالم الرواية المصرية والعربية، للكاتب الروائي نصر الله الملا.

وفي هذا الحوار حاولنا تسليط الضوء على جانب آخر في روايات كاتبنا، حول تجسيد المرأة في رواياته وروايات الكتاب العرب، ليرد بتحليل متعمق ضرب بعض التابوهات المعهودة.

 

وإلى نص الحوار …

 المؤلف الروائي نصر الله الملا.. نبذة تعريفية عن أعمالك الأدبية؟

أنا نصرالله الملا كاتب روائي وسيناريست .. أول أعمالي الأدبية كانت رواية بعنوان سربرنتشا تم نشرها في 2012.

نزلي سلسلة خيالة من خمس أجزاء بعنوان ممالك السماء وهي السلسلة اللي هيتم إعادة نشرها مرة تانية إن شاء الله قريب جداً من دار جديدة بعد ما خلص عقد السلسلة مع دار نهضة مصر.. نزلي رواية بعنوان مخالب اليمامة سنة 2016 ورواية بعنوان حتى تأتي نانا سنة 2021 .. وإن شاء الله روايتي الجديدة هتكون بعنوان (المغاوير) ومتوقع تنزل على معرض القاهرة الجاي إن شاء الله.

 كيف سلطت الضوء على المرأة الشرقية رواياتك؟

مسألة تسليط الضوء على المرأة فكرة مش بتستهويني أوي.. بتحسسني وكأن المرآة كائن غريب يستحق البحث والدراسة، وده مش حقيقي.

المرأة إنسان مكتمل الأهلية.. تتشابه مع الرجل تقريباً في 99% من الصفات الفسيولوجية والسيكولوجية، وللأسف الـواحد في الميه ده هو اللي عامل كل هذه الاختلافات الفكرية والحياتية بحكم اختلاف الاهتمامات والأوليات.

 

من أكثر شخصية أنثوية علقت معك من واقع أعمالك؟

أما عن أكثر شخصية أدبية كان ليها عمق وتركت أثر بالنسبالي وأنا بكتبها فهي شخصية سارة حاييم في رواية مخالب اليمامة، وهو عمل أدبي بيتكلم على أحوال مصر والعالم في حقبة الحرب العالمية الأولى وأثر هذه الفترة الحرجة في رسم ملامح العالم الحديث اللي بنعيشه دلوقتي.

 

أما عن شخصية سارة حاييم فهي شخصية مختلفة من حيث الأولويات والاهتمامات .. باختصار هي فتاة مصرية يهودية بتقرر تتبرأ من هويتها المصرية وتخلع عنها عباءة الوطن في سبيل تبنيها أفكار تيودور هيرتزل وفكرة الوطن الأم وتكوين دولة اسرائيل الناشئة.. وفي سبيل ده بتضحي بالشخص الوحيد اللي جمعتها بيه مشاعر حقيقية وبتحوله من حبيب لمجرد مصدر معلوماتي، وبتكمل طريقها للنهاية في خدمة قضيتها .. دي كانت أكتر الشخصيات النسائية اللي أتاثرت بيها وأنا بكتبها.

 

 

هل النساء في أعمالك انعكاس لشخصيات واقعية أو تاريخية؟ 

صورة النساء في لأعمالي هي في المقام الأول نتاج القراءات التاريخية المتراكمة لطبيعة المرأة عبر العصور ودورها الإنساني والمعرفي ولكن أيضاً لا يمكن ألا يكون للواقع دور في أكتمال الصورة الذهنية عن المرآة .. فالاختلاط والتواصل ليه دور في الحكم على المرآة في ارض الواقع واللي بشوفه ميختلفش كتير عن الصورة الذهنية المكونة في ذاكرتي عن طبيعة المرأة.. فالاتنين بيكملوا بعض.

برأيك من من الكتاب الذكور الذي تعمق في نفس المرأة من كتاب الوطن العربي الحاليين والقدامى؟

طبعا لو سألتي أي حد السؤال ده بتكون الإجابة السريعة والمباشرة هي (إحسان عبد القدوس) ولكن في وجهة نظري إن نجيب محفوظ هو الكاتب الأبرع في رسم كافة الشخصيات الذكورية والأنثوية في عالم الرواية العربية بشكل عام.. وده مقدرش أتناوله بالتفصيل في حديث زي ده لأنه يحتاج ضرب أمثله كتير جداً لتبرير وجهة نظري..

ولكن باختصار عمنا نجيب استطاع إنه يخاطب القاريء (رجل وأمرآة) بحيادة وسلاسلة دون التطرف في الانحياز لطرف على حساب الآخر، ودون فصل عالم المرآة عن عالم الرجل.. فالرجل إنسي والمرآة إنسية وكلاهما في النهاية (إنسان).. فنجيب محفوظ وكما هي عادته كان غايته دائماً هي الحكاية، الحكاية اللي الرجل والمرأة فيها مضروبين في خلاط واحد ومفيش حد فيهم منعزل عن الآخر.

أيهما أفضل في تجسيد اضطرابات المرأة وغموضها .. الروايات العربية أم الغربية؟ “من واقع قراءاتك

فده أمر شديد العمق ويحتاج تحضير ماجستير ثم دكتوراة عشان أقدر أجاوب على السؤال ده وضميري مرتاح..

ولكن وحسب معرفتي فإن أكتر 3 كتاب أهتموا بهذا العمق الخاص بتفاصيل المرآة فيأتي في المرتبة الأولى تولستوي ورائعته (آنا كارنينا) واللي اتحول لأعمال درامية بلغات مختلفة في كل أنحاء العالم وتحول لفيلم مصري مشهور وهو فيلم نهر الحب بطولة زكي رستم وفاتن حمامة وعمر الشريف.. ده عمل بعتبره عمل تشريحي لسيكولوجية المرآة.. عمل مكتوب باحترافية عالية جداً وعشان كده نال كل هذا التقدير الأدبي في كل أنحاء العالم..

ثم يأتي بعد كده كل من الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس وعمنا نجيب محفوظ في أغلب أعمالهم الأدبية دون تسمية أعمال بعينها.. ده رأيي المتواضع في أفضل من تناول عرض اضطرابات المرآة وغموضها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى