مي الجعلي تكتب: من المسؤول عن ” أبو شبرين”؟
في بداية القصة، كانت فراشة. رشيقة، خفيفة، مبتسمة، تضحك من القلب وتطير بين الورد كأن لا شيء في العالم يمكن أن يثقلها. ثم… دخل البطل حياتها. ليس وحده، بل معه جيش من الأطفال، وهمه اليومي، وأسئلته المزعجة عن “ليه مش زي زمان؟”
تتحول حياتها من عالم مليء بالألوان والورود إلى “كوكب الغسيل” و”مجرة الطبخ”. ومع مرور الأيام، تصبح “المعركة” اليومية: تنظيف، تربية، طبخ، وتنظيم حياة البطل ومعاونته في إيجاد الشراب الضائع (والذي غالبًا ما يكون أمامه على الطاولة).
وفجأة، عندما تقف أمام المرآة، تكتشف الفراشة أن الجناحين قد اختفيا، وأن شيئًا جديدًا قد نما… نعم، إنه “البُوَذ أبو شبرين”. لكن يا ترى، من المسؤول عن هذا؟ أهي وحدها؟ أم أنها وجدت نفسها في معركة يومية للبقاء، حيث كل “ملعقة” في مطبخها هي “سلاح” لتلبية طلبات الجميع؟
وماذا عن “النكدية” التي أصبحت تتهم بها؟ حسنًا، لنكن صرحاء، عندما يتحول يومك إلى حلقة لا تنتهي من الطلبات والمهام والواجبات، يصبح الضحك رفاهية والنكد ضرورة. أليس كذلك؟ فلا عجب أن يقال: “أنتِ بقيتي نكادية”، بينما الحقيقة أن البطل نفسه هو من تسبب في هذه التحولات الجذرية.
ولكن، لنترك السؤال الأهم هنا: أين كانت “الفراشة” عندما كان يُلقى على عاتقها حمل المنزل كله؟ وهل تتوقع منها أن تظل مبتسمة رغم كل هذا؟ يا سيدي، أنت سبب البُوَذ، سبب النكد، وسبب اختفاء تلك الفراشة. فكيف تتوقع منها أن تبقى كما كانت قبل أن تدخل حياتها ومعك “الجيش العظيم”؟
في النهاية: عزيزي البطل، إذا أردت عودة الفراشة، ربما عليك البدء في تخفيف الحمل عن أكتافها، وتذكر أن “أبو شبرين” ليس نتيجة أكل زائد فقط، بل نتيجة “أنت والعيال”.