أحمد عبد المنصف يكتب: رفاهية الحزن
الحزن هو شعور إنساني طبيعي يعبر عن الألم والفقدان، وقد يكون له دور مهم في حياة الفرد، لكنه في بعض الأحيان، قد يتحول الحزن إلى رفاهية، بمعنى أنه يصبح خيارًا أو حالة يمكن للفرد ان يختار الابتعاد عنها بسبب الضغوط الهائلة و الظرف الصعب و الذي معه يصبح الحزن رفاهية و معوق عن معالجة قضيته ذاتها.
و لعمق ارتباط مصر و المصريون بالقضية الفلسطينية فقد تخطينا مرحلة الحزن و التعاطف مع القضية و الذي أصبح نوعاً من الرفاهية لنا عكس شعوب العالم أجمع كأصحاب موقف و قضية فالحدث جلل و التماسك في المواجهة و معالجة الازمة بشتى السبل على رأس الأولويات.
تاريخ مصر مع القضية الفلسطينية يمتد لعقود طويلة، ويشمل أحداثًا سياسية واجتماعية وعسكرية معقدة. و هنا نظرة عامة على بعض المحطات الرئيسية
١. الحقبة العثمانية (حتى 1917)
كانت فلسطين جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وكانت مصر تحت السيطرة العثمانية أيضًا. لم يكن هناك تفاعل كبير بين مصر وفلسطين في تلك الفترة، ولكن كانت هناك تحركات وطنية ضد الاستعمار.
٢. الاحتلال البريطاني (1917-1948)
بعد الحرب العالمية الأولى، احتلت بريطانيا فلسطين، وأصدرت وعد بلفور عام 1917 الذي دعم إنشاء “وطن قومي لليهود” في فلسطين. تأثرت مصر بالتحولات السياسية في المنطقة، حيث نشأت حركات قومية تطالب بالاستقلال عن الاحتلال البريطاني.
٣. النزاع العربي الإسرائيلي (1948)
بعد إعلان قيام دولة إسرائيل في عام 1948، اندلعت حرب بين الدول العربية وإسرائيل. شاركت مصر في هذه الحرب كجزء من التحالف العربي. أدت الحرب إلى النكبة ، حيث تم تهجير عدد كبير منهم، واحتلت إسرائيل أراضٍ فلسطينية.
٤. حرب (1956)
في عام 1956، شنت اسرائيل هجومًا على مصر بمشاركة بريطانيا وفرنسا بعد تأميم قناة السويس. رغم الانسحاب الدولي، زادت مصر من دعمها للقضية الفلسطينية.
٥. حرب (1967)
– في يونيو 1967، اندلعت حرب جديدة بين العرب وإسرائيل، حيث احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وسيناء. أدت هذه الحرب إلى تفاقم الوضع الفلسطيني وزيادة الدعم المصري للقضية الفلسطينية.
٦. حرب أكتوبر (1973)
شاركت مصر في حرب أكتوبر ضد إسرائيل لاستعادة سيناء. بعد الحرب، بدأت مصر عملية السلام مع إسرائيل، مما أثر على موقفها من القضية الفلسطينية.
٧. معاهدة السلام (1979)
وقعت مصر معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، مما أدى إلى توتر العلاقات مع بعض الدول العربية الأخرى و رغم ذلك، استمرت مصر في دعم حقوق الفلسطينيين، ودعت إلى حل سلمي يقوم على إقامة دولة فلسطينية.
٨. الانتفاضة الفلسطينية (1987 و2000)
دعمت مصر الانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعملت على تعزيز الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة.
٩. عملية السلام والمصالحة الفلسطينية
لعبت مصر دورًا مهمًا في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، واستضافت العديد من المفاوضات، كما عملت على تحقيق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، خاصة بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007.
و تستمر مصر في دعم القضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة سياسياً و عسكرياً و إنسانياً ، في توقيت لا يقدم فيه العالم للقضية سوى الحزن و التعاطف، حيث نسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار ، و فتح قنوات الحوار مع الأطراف المعنية وتقديم المساعدات الإنسانية، فنحن لا نملك مجرد رفاهية الحزن ..
و للحديث بقية
