أميرة البيطار تكتب: كوني أنثى… كما أرادك الله

بقلم: أميرة البيطار
الأنوثة ليست ضعفًا ولا ذوبانًا في الهشاشة، بل هي جوهرة تحفظ بريقها بطبيعتها، وتُشعُّ حضورًا بهدوئها ورقتها وتربيتها الأصيلة.
الأنوثة ليست صخبًا في المظهر ولا ارتفاعًا في الصوت، بل هي ذاك الحضور الناعم، والنظرة الدافئة، والابتسامة المليئة بالرحمة، وهي أيضًا وقفة عزّ متى ما استدعى الموقف ذلك.
المرأة الحقيقية تدرك جيدًا متى تكون كنسمة صباح تُنعش الأرواح، ومتى تتحول إلى صخرة صلبة في وجه الأعاصير، رقتها لا تعني استسلامًا، بل وعيًا ناضجًا بأن القوة لا تُقاس بالصوت العالي، بل بالثبات على المبادئ واتخاذ القرار بحكمة واتزان.
التربية هي سر الأنوثة، فهي التي تغرس الحياء زينةً، وتُعلّم أن الرحمة ليست ضعفًا بل قوة، وأن الكلمة الطيبة قادرة على ترك الأثر الأعمق، وأن احترام الذات ليس غرورًا، بل وعيٌ عميق بقيمة النفس وكرامتها.
وحين تواجه الأنثى ظلمًا أو تعدّيًا، فإن قوتها تتجلى في قدرتها على الوقوف بثبات، وعدم السماح لأي أحد بكسرها أو التقليل من شأنها. فهي لا تهون على نفسها، حتى إن هانت على من لا يعرف قدرها.
ولأن للأنثى مكانة عظيمة في الإسلام، فقد كانت أول من أوصى بها نبي الرحمة، صلى الله عليه وسلم، حين قال: “استوصوا بالنساء خيرًا”، وجعل لها مكانة مكرّمة، أمًا حين قال: “أمك ثم أمك ثم أمك”، وبنتًا وأختًا وزوجةً، أوصى برعايتها، وحفظ حقوقها، وحُسن عشرتها.
الإسلام رفع شأن المرأة، وجعلها شريكة الحياة، ومربية الأجيال، وصان كرامتها، وأعطاها من الحقوق ما لم تبلغه حضارة من قبل أو من بعد.
فكوني كما أرادك الله…
رقيقة في مشاعرك، عظيمة في صبرك، راقية في أخلاقك، حازمة في حقك، وشامخة بكرامتك… فهي أعزّ ما تملكين.