“إنقاذ الكرة الأرضية” .. مي جواد حمادة تكشف أهمية الحفاظ على الحيوانات البرية

كتب-أحمد سامي
في عالم مليء بالتحديات البيئية وانقراض الكثير من الكائنات الحية، تبرز شخصيات ملهمة تقف بقوة في مواجهة هذه الأزمات وتسعى جاهدة للحفاظ على التنوع البيولوجي لكوكبنا.
ومن بين هؤلاء الشخصيات الرائدة، تبرز مي جواد حمادة، رئيسة فريق “الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية”.
حاور “مولاتي” مي جواد حمادة، لمعرفة تفاصيل تجربتها، وإنجازاتها، وتحدياتها، في مجال إنقاذ السلاحف والحياة البرية.
إلى نص الحوار..
ما الذي دفعكِ لتأسيس فريق “الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية”؟
الشيء الذي دفعني لتأسيس فريق إسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية هو عدم وجود أي شخص في مصر مهتم بالحيوانات البرية، وخاصة تلك التي لها موطن طبيعي في مصر. على الرغم من وجود نشطاء يهتمون بإنقاذ الكلاب والقطط، وأصحاب ملاجئ لهذه الحيوانات، وبعض الأشخاص المهتمين بالخيول، إلا أن الاهتمام بالحيوانات البرية كان معدومًا تمامًا. لذا، كان من الضروري أن يكون لدينا فريق يهتم بهذه الحيوانات ويعمل على إنقاذها.
كيف بدأت رحلتك في إنقاذ الحيوانات، وما هي الصعوبات التي واجهتها؟
رحلتي مع الحيوانات بدأت منذ كنت صغيرة جداً؛ فقد كنت أعشق الحيوانات، سواء كانت برية أو أليفة، وكانت زياراتي لحديقة الحيوان جزءاً من روتيني الأسبوعي، وكانت لدي قطط وحيوانات أليفة في المنزل. مع مرور الوقت وتقدمي في العمر، زاد اهتمامي بالحيوانات خارج المنزل، حيث بدأت بالمساعدة في حديقة الحيوان بتقديم المواد الغذائية والأدوية، وفي عام 2014، قمت بتأسيس فريق إسكندرية لإنقاذ السواحف والحياة البرية، بهدف تنظيم الجهود المشتركة للمساعدة وجذب دعم من الآخرين.
ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها فريقك في مجال إنقاذ السلاحف والحياة البرية؟
– بالنسبة للإنجازات، كل حيوان يتم إنقاذه يُعتبر إنجازًا، (الإنقاذ إنجاز)
– الإنجازات: أعتقد أن هناك فرقاً كبيراً حدث، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. فقد فهم الناس أهمية الحفاظ على السلاحف، وبدأت المدارس في الاهتمام بالسلاحف وتنظيم مشاريع دراسية حولها، كما أن الناس يتحدثون معي بشكل متزايد عن السلاحف. إنه إنجاز عظيم بالفعل.
كيف يتم تمويل وتشغيل فريقك؟
التمويل هو تمويل ذاتي، ونحن لا نقبل التبرعات بشكل عام. في حال كان هناك احتفالية، قد يتم توفير رعاة للحدث، ولكننا لا نقبل أي تبرعات.
ما هي أهمية الحملات التوعوية التي تنظمها فرقتك في المدارس والمراكز الثقافية؟
أهمية حملات التوعية في المدارس لا تُقدر بثمن، فهي ضرورة بالغة الأهمية؛ إذ إنه يتشكل الوعي لدى الأطفال في سن مبكر، لأن من الصعب تغيير آراء الكبار سنًا الراسخة، لذا يُعتبر الأطفال والشباب هم الأمل، ويمكننا تعليمهم قيم الاحترام للحيوانات والبيئة.
كيف تتم عملية إنقاذ السلاحف والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض؟
عملية إنقاذ السلاحف لا تتبع شكلًا محددًا، حيث تختلف ظروف كل حالة عن الأخرى. تبدأ العملية بتلقي بلاغ عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، ونتوجه فورًا إلى المكان لأن الوقت يلعب دورًا حاسمًا. نقوم بالتحقق مما إذا كانت السلحفاة معروضة للبيع أو كديكور، ونحاول التفاوض مع الشخص المعني. كما يحدث أن تكون السلاحف التي تخرج من البحر مرهقة أو تعاني من مشكلة ما، فنقوم بإيوائها لدينا، ونجري الفحوصات الصحية اللازمة ونعالجها قبل أن نعيدها لحياتها البرية.
ما هي التحديات التي تواجهها في عملية إنقاذ هذه الحيوانات؟
المشاكل التي واجهتها في البداية هي نفس المشاكل التي لا زلت أواجهها حتى الآن، مثل نقص الوعي لدى الناس وانتشار الافكار الخاطئة بسبب قلة المعرفة. على سبيل المثال، الاعتقاد السائد بين بعض الناس أن الحيوانات البرية تربى في المنازل أو المصانع، ويجب تغليظ القوانين في حماية الحيوانات البرية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة في التوعية لدى بعض المتطوعين، حيث قد يفتقرون إلى الخبرة في العمل العام أو لا يكون لديهم هدف واضح. وفي بعض الأحيان، أجد نفسي أعمل بمفردي وأحتاج إلى دعم من متطوعين.
كيف يمكن للمجتمع المحلي دعم جهودكم في إنقاذ الحيوانات؟
– المجتمع يقدم المساعدة عندما يواجهون سلحفاة مريضة، حيث يجب عدم لمسها أو قلبها لأن ذلك قد يزيد من مرضها، وقد يؤدي لتوقفها عن البيض.
– يجب على الناس عدم تصوير سلحفاة من محل ونشرها عبر الإنترنت، حيث يمكن لأصحاب المحلات إخفاءها.
كيف كانت تجربتك في دورة الطب الشرعي والتحقيقات في جرائم الحياة البرية في إسبانيا؟
بالنسبة لتجربتي في رحلتي إلى إسبانيا والمشاركة في دورة الطب الشرعي وجرائم الحياة البرية، فقد كانت تجربة رائعة واستفدت كثيرًا منها. لكنني شعرت بالحزن بسبب الوضع فيما يتعلق بالسموم، حيث تطبق قوانين صارمة في أوروبا بينما في بلادنا، يتم تنفيذ حملات تسميم.
ما هو الدور الذي تلعبه في مكافحة الاتجار بالأحياء البرية؟
أنا ملتزمة بمكافحة الاتجار وتوعية الناس والتجار، وأتعامل بوعي مع المسؤولين. لكن للأسف، ليس لدي القدرة على تنفيذ إجراءات قوية بمفردي.