استمرار مسلسل العنف الإلكتروني ضد النساء.. جهاد جميل تواجه تهديدات متواصلة من خطيبها السابق

ندى اشرف
لا تزال جهاد جميل، شابة مصرية، تعاني من مطاردة إلكترونية وتهديدات مستمرة من خطيبها السابق أحمد كمال، أحد سكان ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وذلك منذ فسخ خطوبتها منه عام 2018.
وعلى الرغم من محاولاتها العديدة لوقف هذه الممارسات وحماية نفسها، إلا أن المضايقات استمرت لسنوات، مما جعلها تعيش حالة من القلق والخوف الدائم.
بداية القصة.. مطاردة لا تنتهي
بعد فسخ الخطوبة، بدأ الشاب في مطاردة جهاد، والتواصل مع عائلتها لتشويه سمعتها، مما اضطرها إلى تغيير أرقام هواتفها وإغلاق حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن ذلك لم يوقفه، حيث لجأ إلى إنشاء حسابات مزيفة باستخدام صورها، والتواصل مع الآخرين مدعيًا أنه هي، لنشر إشاعات مسيئة عنها، بالإضافة إلى مشاركة أرقام هواتف أهلها لإزعاجهم.
محاولات قانونية لم تجدِ نفعًا
في عام 2019، لجأت جهاد إلى مباحث الإنترنت بالعباسية وقدمت بلاغًا، لكن القضية لم تأخذ مجراها بسبب تغييرها لرقم الهاتف وإغلاق الحسابات التي احتوت على الرسائل المسيئة، مما أدى إلى غياب الأدلة الكافية لإدانة المتهم.
رغم محاولاتها المستمرة للتفاهم معه، إلا أنه لم يتوقف، بل ازداد الأمر سوءًا، حيث كان يتعمد إفساد أي علاقة جديدة لها، من خلال التواصل مع من تتعرف عليهم لتشويه سمعتها لديهم.
وأمام هذا الواقع، اضطرت جهاد إلى مغادرة المدينة التي يعيش فيها أهلها، أملاً في أن يختفي من حياتها، لكنه كان يختفي لفترات ثم يعود لملاحقتها من جديد.
تطور التهديدات حتى بعد الزواج
في عام 2023، وبعد خطوبتها لشخص آخر، قررت جهاد إبلاغ خطيبها الجديد منذ البداية عن ماضي مضايقات خطيبها السابق، ليكون مستعدًا لأي محاولات جديدة لإفساد العلاقة.
وبالفعل، حاول المتهم التواصل مع خطيبها الجديد لنشر الأكاذيب عنه، لكن هذه المرة لم تنجح خططه، وتم الزواج رغم محاولاته.
ظنت جهاد أن الأمر انتهى، لكنها فوجئت باستمرار المضايقات حتى بعد زواجها، حيث قام المتهم قبل شهرين بسرقة صورها من بريدها الإلكتروني الشخصي، وإنشاء حساب وهمي يحمل اسمها وصورتها، ونشر محتوى مسيء بهدف تشويه سمعتها وإزعاج عائلتها.
بلاغات جديدة دون استجابة
لم تستسلم جهاد، حيث قدمت بلاغين جديدين ضد المتهم، واستعانت بمحامٍ لمتابعة الإجراءات، لكنها فوجئت بأن البلاغات تم حفظها دون اتخاذ أي إجراء قانوني حتى الآن.
في المقابل، لم يتخذ أهل المتهم أي موقف ضده، بل على العكس، حاولوا الضغط على جهاد لحذف أي منشورات تتحدث عن الأمر.
مناشدة للتدخل العاجل
اليوم، تعيش جهاد في حالة مستمرة من الخوف والقلق، تخشى على نفسها وعلى زوجها، وتطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل لحمايتها قبل أن تتطور الأمور إلى ما هو أخطر.
وتعيد قضيتها تسليط الضوء على أهمية وجود آليات قانونية أكثر فاعلية لحماية النساء من العنف الإلكتروني، خاصة مع تزايد هذه الظاهرة وتأثيرها المدمر على حياة الضحايا.