الأطعمة المخمرة.. من الزبادي إلى مخلل الملفوف

الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، مخلل الملفوف، اللبن الرائب وغيرها، تتوفر بكثرة في حياتنا اليومية، وتخضع جميعها لعملية التخمير التي تمنحها خصائص غذائية فريدة.
وفقًا للدكتورة فاليريا أنتوفييفا، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، فإن التخمير هو عملية معالجة المنتجات الغذائية بواسطة البكتيريا والخميرة، حيث تقوم هذه الكائنات الدقيقة بتحليل الكربوهيدرات، مما يحرر الأحماض والكحوليات والغازات، و هذه العملية لا تساهم فقط في زيادة مدة صلاحية الطعام، بل تجعل هضمه أسهل وتجعله غنيًا بالعناصر المغذية.
وتوضح الدكتورة أن الأطعمة المخمرة تعزز عملية الهضم لأنها تحتوي على البروبيوتيك، وهي بكتيريا مفيدة تدعم توازن البكتيريا المعوية، و أظهرت الدراسات أن الاستخدام المنتظم للبروبيوتيك يمكن أن يساعد في علاج متلازمة القولون العصبي والإسهال الناتج عن تناول المضادات الحيوية.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد الأطعمة المخمرة على تحسين امتصاص العناصر الغذائية، حيث تعمل عملية التخمير على تدمير مضادات التغذية التي تعوق امتصاص المعادن. على سبيل المثال، يحتوي مخلل الملفوف على نسبة أعلى من فيتامين C مقارنة بالملفوف الطازج، كما تعزز الأطعمة المخمرة الجهاز المناعي، لأن الأمعاء تعد جزءًا حيويًا من جهاز المناعة، وتعمل البروبيوتيك على تحفيز إنتاج الأجسام المضادة وحماية الجسم من الكائنات الدقيقة الضارة.
ومن الفوائد الأخرى للأطعمة المخمرة أنها قد تساهم في تحسين الحالة المزاجية، إذ توجد علاقة قوية بين الأمعاء والدماغ، وقد أظهرت بعض الدراسات أن البروبيوتيك يقلل من مستويات التوتر والقلق.
بناءً على ذلك، يمكننا القول إن الأطعمة المخمرة ليست مجرد إضافة لذيذة إلى النظام الغذائي، بل هي أيضًا دعم صحي مهم. إدراجها في النظام الغذائي يمكن أن يحسن الهضم، يعزز امتصاص العناصر المغذية ويعزز المزاج.