التلاعب النفسي باسم الحب.. خطر “الغازلايتنج” على الصحة النفسية

حذّر الدكتور أحمد أمين، المتخصص في العلاقات الإنسانية، من ظاهرة “الغازلايتنج” أو التلاعب النفسي، والتي قد تُحوِّل العلاقة العاطفية من مصدر للراحة والدعم إلى بيئة مليئة بالتشكيك والاضطراب النفسي.
ما هو الغازلايتنج؟
أوضح الدكتور أمين أن الغازلايتنج يُعد من أخطر أشكال التلاعب النفسي، إذ يُمارَس بطريقة ممنهجة لزرع الشك داخل الطرف الآخر، حتى يبدأ في التشكيك في مشاعره، وواقعه، وحتى في سلامة إدراكه العقلي.
وأشار إلى أن هذا النوع من التلاعب غالبًا ما يصدر عن شخصية نرجسية تسعى للهيمنة والسيطرة الكاملة على العلاقة، حتى وإن كان ذلك على حساب هدم ثقة الشريك بنفسه وتدمير صورته الذاتية.
خداع مغلّف بـ”الاهتمام“
وبيّن الدكتور أمين أن خطورة الغازلايتنج تكمن في أنه لا يظهر بشكل مباشر أو عنيف، بل يتخفى خلف عبارات توحي بالحب والحرص، لكنها في الحقيقة تحمل التشكيك، الإهانة غير المباشرة، وإلقاء اللوم بشكل دائم.
أمثلة على الغازلايتنج:
ذكر الدكتور أحمد أمين بعض الأمثلة الشائعة على هذا النوع من التلاعب، ومنها:
حين تعبر الزوجة عن انزعاجها من كلام جارح قيل لها، فيرد الشريك:
“أنتِ تبالغين.. لم أقل ذلك أصلًا.. يبدو أنكِ تتخيلين!”
وهنا، يتم تجاهل مشاعر الطرف الآخر والتشكيك في واقعه الشخصي.
علامات تشير إلى التعرض للغازلايتنج:
- الشعور المستمر بالذنب والاعتذار رغم عدم وجود خطأ واضح.
- فقدان الثقة بالنفس وبالمشاعر الشخصية.
- الاعتماد التام على رأي الطرف الآخر لتحديد “ما هو حقيقي”.
- العجز عن اتخاذ القرارات أو التعبير بحرية.
- شعور دائم بأن الشخص المسيء هو “الضحية”.
آثار نفسية مدمّرة
أوضح الدكتور أمين أن استمرار هذا النوع من العلاقات قد يؤدي إلى تدهور نفسي خطير، حيث تبدأ الضحية بفقدان الإحساس بقيمتها، وتدخل في دوامات من القلق، الاكتئاب، والعزلة الاجتماعية، وقد يصل الأمر إلى تشويه كامل لصورة الذات.
كيف يمكن مواجهة الغازلايتنج؟
أكد الدكتور أحمد على أن أول خطوة للمواجهة هي الاعتراف بالمشكلة، مع ضرورة توثيق المواقف والمشاعر بموضوعية لفهم الواقع كما هو.
كما نصح باللجوء إلى دعم موثوق من الأصدقاء أو مختصين نفسيين للمساعدة في تقييم العلاقة من منظور صحي.
متى يجب الانسحاب؟
شدد الدكتور أمين على أهمية إنهاء العلاقة إذا استمر التلاعب، موضحًا:
“العلاقة الصحية لا تعني أنها خالية من المشاكل، لكنها علاقة يشعر فيها الإنسان بالأمان والقبول، لا بالشك والاتهام”.
واختتم حديثه بجملة مؤثرة:
“إذا شعرتِ بأنك تفقدين نفسك في علاقة ما، توقفي واسألي نفسك: هل هذا حب حقيقي… أم تلاعب مقنّع باسم الحب؟”