الثقة بالنفس عند الأطفال ليست فطرية… بل تُبنى منذ الصغر

الثقة بالنفس ليست صفة يولد بها الإنسان، بل مهارة تُكتسب تدريجيًا عبر التربية والتجارب اليومية، فالطفل يتأثر كثيرًا بكلمات الأهل ونظراتهم وطريقة تعاملهم معه، لكن الخطير أن ضعف الثقة بالنفس قد يبدأ بصمت، دون أن يلاحظه الوالدان، ويستمر حتى تظهر آثاره الواضحة في مرحلة المراهقة أو الشباب.

علامات تشير إلى أن طفلك يفتقر للثقة بالنفس

كشف الدكتور محمد هاني، أخصائي الصحة النفسية واستشاري العلاقات الأسرية، في تصريحات لموقع “صدى البلد”، عن مجموعة من الإشارات الخفية التي تدل على ضعف ثقة الطفل بنفسه، مع نصائح مهمة لدعم الطفل قبل أن ينعزل أو يفقد قدراته:

لماذا الثقة بالنفس مهمة لطفلك؟

• تمنحه الشجاعة للتعبير عن رأيه دون خوف.

• تساعده في التعامل مع الآخرين بثقة.

• تجعله قادرًا على تجاوز الفشل والتعلّم منه.

• تساهم في بناء صداقات صحية.

• تُعزز استقلاله واتخاذه للقرارات بنفسه.

أما الطفل الذي تنقصه الثقة بالنفس، فيميل إلى الانسحاب، والشعور بالنقص، ويجد صعوبة في مواجهة التحديات اليومية.

أبرز العلامات التي قد لا تلاحظها بسهولة:

• الخوف من الخطأ: يتجنب المهام الجديدة خوفًا من الفشل، ويطلب دائمًا تأكيدًا على صحة أفعاله.

• التردد الشديد: دائم السؤال “أعمل إيه؟”، ولا يستطيع اتخاذ قرارات بسيطة.

• الخجل الاجتماعي: يتهرب من الأنشطة الجماعية، ويفضل العزلة.

• النقد الذاتي: يردد عبارات سلبية عن نفسه مثل: “أنا مش ذكي”، أو “أنا فاشل”.

• الاعتماد الزائد على الأهل: يطلب تنفيذ المهام بدلاً من أن يحاول بنفسه.

• الحساسية الزائدة: ينزعج بسهولة من أي تعليق، وقد يدخل في نوبات بكاء أو انسحاب.

• ضعف الأداء المدرسي: رغم الذكاء، قد يحقق نتائج ضعيفة بسبب الخوف من الخطأ أو القلق.

• علامات جسدية ونفسية: يعاني من اضطرابات في النوم، أو يشكو من آلام متكررة دون سبب عضوي.

أسباب ضعف الثقة بالنفس لدى الطفل:

• النقد المستمر أو التوبيخ الدائم.

• المقارنة بأطفال آخرين.

• التعرض للسخرية أو التنمر.

• عدم منحه فرصًا لتحمّل المسؤولية.

• توقعات الوالدين غير الواقعية (مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا).

• القسوة المفرطة أو الحماية الزائدة.

كيف تعزّز ثقة طفلك بنفسه؟

• امدحه بذكاء: امدح الجهد لا النتيجة، مثل: “أحسنت لأنك حاولت”، وليس “أنت عبقري”.

• اقبله كما هو: لا تربط حبك له بنجاحه أو سلوكه.

• شجّعه على المحاولة: أخبره أن الخطأ جزء من التعلم، وليس شيئًا مخيفًا.

• امنحه مسؤوليات بسيطة: مثل ترتيب غرفته أو إعداد حقيبته، ليشعر بالقدرة والاستقلال.

• علّمه التعبير عن مشاعره: ساعده في الكلام عن مشاعره بوضوح وهدوء.

• كن قدوته: إذا رآك تتعامل مع المواقف بثقة وهدوء، سيتعلم منك بالتقليد.