الدكتورة سميرة عبدالمنعم تكتب: معني البلاء والابتلاء
كثيرًا من الناس لايعرفون معني البلاء والابتلاء، رغم أن مضمونهما واحد، حيث أن المعنيين هدفهما اختبار من الله سبحانه وتعالى لعباده لمعرفة مقدار الصبر، وفي اللغة، يعد الابتلاء صيغة افتعال.
ويأتي الإبتلاء نتيجة معصية الله عز وجل، حيث قال السلف الصالح، ومنهما العباس وعلي إنه “ما نزل بلاء إلا بذنب”، وهو ما يستوجب على الانسان المذنب الاستغفار طوال الوقت حتى يتقبل الله استغفاره ويغفر له ذنبه.
وقال أبي هريرة رضي الله عنه، إنه سمع النبي على الصلاة والسلام، يقول :” ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم”.
ويرجع سبب تسميه اختبار الله لعباده ب”البلاء والإبتلاء” وليس اختبار، إلى قول الطاهر ابن عاشور : ” لما كان الاختبار يوجب الضجر والتعب سمي بلاء كأنه يخلق النفس ثم شاع في اختبار الشر لأنه أكثر إعناتا للنفس “، ويواصل قائلاً: ” الابتلاء لا يكون إلا بتحميل المكاره والمشاق “.
ترد هذه الكلمات في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: “فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهْرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي” (سورة البقرة: 249). وفي موضع آخر يقول تعالى: “هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا” (سورة الأحزاب: 11). وأيضًا في قوله سبحانه: “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (سورة البقرة: 155).
أما الاختبار فيُقصد به التحقق من درجة الاستجابة لفعل معين، وهو يُعبر عن محبة معينة، مثلما يُقال “اختبره بالإنعام عليه”، ولا يُقال “ابتلاه بذلك” أو “هو مبتلى بالنعمة”. بينما المصيبة تشير إلى ما يحدث من قدرية كالموت، كما في قوله تعالى: “فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ” (سورة الأنفال: 6).
الدكتورة سميرة عبدالمنعم/ الباحثة الاسلامية