رأيك

الدكتورة شيماء الجزار تكتب: ماذا بعد القمة الثلاثية؟

سؤال يطرح نفسه بين الجميع وأثار فضول المهتمين و ترك رعباً واسعاً بين أصحاب التداول فى البورصة والمستثمرين بعدما سجل الذهب أرقام غير مستقرة بين شهرى مارس وإبريل 2025 , وبعدما تصدر الرئيس الامريكى ترامب جدلاً واسعاً بين المواقع الإلكترونية والإخبارية حول قراراته الهوجاء، مما تسبب به في خسائر فادحة بين القطاعات الأمريكية وأسواق المال وصناديق الإستثمار، وأدى ذلك منذ بداية إبريل الحالى إلى الآتى:

 

– سحب السيولة من الأسواق بنسبة 37% وذلك يرجع إلى تردد القلق بين المستثمرين.

 

– وبيع عدد كبير من الأسهم وصناديق الإستثمار المتداولة وذلك يعنى أن المستثمر فقد الثقة في الأسواق المالية وبالأخص الأسواق الأمريكية الغادرة.

 

– بالاضافة إلى زيادة عمليات البيع العلنى والتى أشارت بالسلب تجاه هذا السوق.

 

– وأيضاً بيع القطاعات في السوق الأمريكى وتراجع صفقات مديرى المحافظ وبالأخص محافظ الذهب، على الرغم من أنه التوجه الأمن والملاذ الوحيد الرابح يعد خسائر المستثمرين في العديد من الاستثمارات الأخرى.

– ومع ذلك تدافع بعض مديرى المحافظ في الذهب الي البيع ولكن سرعان ما أدركوا المشهد الإقتصادى وأعادوا النظر مرة أخرى خاصة مع زيادة المخاوف الإقتصادية بسبب مشاكل صناديق التحوط بعد تعرضها ل “مارجن كول” التى زادت من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.

وعليه دفعت جميع هذه العوامل المستثمر للبحث عن ملاذاً أمناً مثل الذهب للحفاظ على أموالهم وتعويض الخسائر الناتجة عن عدم ثقة المستثمرين في الأسواق المالية.

ولكن هناك أحداث قوية من المشهد العالمى يجب أخذها فى الإعتبار :

ـ تقلبات الأسواق المالية ستؤثر بشكل كبير على أسعار الذهب الى الصعود الخرافى نظراً لزيادة الطلب العالمى والإقبال الشديد كونه إستثمار أمن “فالذهب هو مال الله ما له من نفاذ”

 

ـ أيضاً التعريفات الجمركية المؤثرة على التضخم لها تأثير قوى على أسعار الذهب، وقد شاهدنا ذلك بقوة بين قرارات ترامب فى رفع التعريفة الجمركية على واردات الصين لتصل حتى 104% وردتها الصين بفرض جمارك بنسبة 84% على البضائع , ولم يتوقفوا الى هنا فقد رفع ترامب الجمارك مرة أخرى على الصين حتى وصلت الى 125% وهناك تدول أخبار بأنه أقترح زيادة النسبة الى 500% , ونتج عن مزايدة كلاهما على الآخر فى رفع التسعيرة الجمركية إنفجار في الأسواق العالمية مما أدى إلى كسر مؤشرات الأسواق الأوروبية بإنخفاضات صادمة فخسر مؤشر فايننشال تايمز 3.3% ومؤشر داكس الالمانى وكاك 40 الفرنسية بنسبة 4% ومؤشر 500 S&P الامريكى 12% فى أيام معدودة وغيرهم.

 

ـ وعليه جاء الرد الأوروبي بالتصويت على فرض رسوم 25% على واردات أمريكية ب 21 مليار دولار ومن المنتظر أن يبدأ التنفيذ خلال أيام قليلة مالم تتجدد الأخبار.

 

ـ وأيضاً العوامل الإقتصادية العالمية مثل التضخم وأسعار الفائدة بإمكانها التأثير على أسعار الذهب عالمياً.

 

ـ ولكن جميع هذه المؤثرات والعوامل والقرارات الغاشمة ليست مؤشر قوى تجعلنا نثق بالإستثمار فى الذهب أيضاً نحن لعبة بيد الدول الكبرى وعلى رأسهم الأمريكان، مما يجب مراقبة تطورات الأسواق المالية والعوامل الإقتصادية المؤثرة على أسعار سوق الذهب جيداً، فقد ينقلب الحال فى أى وقت من حرب إقتصادية إلى حرب عالمية بالاسلحة والإقتصاد تُدمر ما تبقى.

ـ نحن الآن فى بداية حرب لعينة سيدفع ثمنها العالم أجمع، تم كسر جميع القواعد الإقتصادية العالمية ولا نعلم نحن الى أين ذاهبون ، ولكن هل ستظل اللعبة الأمريكية صامدة وسط كل هذا الغرق والحرائق التى تركت أثرها ايضا على أمريكا وتفوز هى فى النهاية بقيادة الرئيس المختل ترامب ؟

 

ـ لا أحد يملك إجابة صريحة ولا أحد يعلم ما الآتى من بعد تلك الحرب .

بينما العالم يشهد حروب وغرق إقتصادي كانت مصر تعقد القمة الثلاثية التى شاهدها العالم أجمع والتى كانت لها إنعكاسات ايجابية وسط كل التدميرات والخسائر، والتى ستترك أثرها على أصحاب الأعمال الضخمة فى الطاقة والزراعة والمياه وصناعة السيارات ومجال الذكاء الإصطناعى والأمن السيبرانى وقطاع الصحة والتكنولوجيا والصناعة وذلك عقب زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر وإنعقاد القمة الثلاثية بين مصر وفرنسا والأردن، وأثر ذلك الإنعقاد سيتم نقل وتوطين العديد من المجالات والصناعات السابق ذكرها فى جمهورية مصر العربية بين قطاعات الصحة والقل والتعليم والمجال العسكرى والكثير من الصناعات.

ـ وذلك بزيادة حجم الإستثمارات الفرنسية فى مصر تقريباً من 4 مليار يورو الى 7 مليار يورو.

ـ ولكن يبقى السؤال الفضولى نفسه عند الجميع، هل تتأثر مصر حتى بعد إنعقاد القمة الثلاثية أم ستنال من المشهد العالمى نصيبها؟

ـ بالكاد مصر تتأثر ونالت من المشهد العالمى جانب كبير كوننا جزء من العالم ودولة ذات موقع إستراتيجى يجعلنا نتأثر بالحروب المحيطة بنا فى منطقة الشرق الأوسط، وايضا نتأثر بالمشهد الإقتصادى العالمى وبالفعل إنتهى الأسبوع الثانى من شهر إبريل الحالى من عام 2025 تاركاً أثره على أسعار الذهب والمحروقات وسعر الفائدة وزيادة الطلب على العملات الأجنبية وأيضاً على الجمارك من الواردات الأجنبية ولكننا نثق تمام الثقة فى قيادتنا الرشيدة أن نعبر هذه الحرب بسلام وبأقل الخسائر.

 

ـ متمنية من الله يجعل مصر دائماً وأبداً أمنة وسالمة فى كل وقت وزمان بأرضها وشعبها وقيادتها العظيمة.

الدكتورة شيماء الجزار/ كاتبة ومحللة سياسية – عضو لجنة إقتصاد القاهرة عن حزب الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى