رأيك

الدكتورة شيماء الجزار تكتب: كيف تؤثر الحروب على الاقتصاد العربي؟

فنحن نعيش واقع حروب غاشمة هنا وهناك غرست بأنيابها فى الاقتصاد العالمي وتأثرت بها كبرى الدول فى الإنتاج مثل روسيا وأوكرانيا وامريكا على الرغم أن من صنعوا الحرب حُكام هذه الدول ، بينما وقعت الدول التى لا تملك سيادة على أراضيها مثل سوريا وفلسطين ولبنان والسودان وغيرهم فريسة لصانعى الحروب والمنظمات الصهيونية ، وعلى الصعيد الآخر نجد داعمين وممولين فى الحق والباطل معآ لروؤساء مجرمين حروب .

اليوم قُيدت قرارتنا فى مصر بين عرض وطلب لروؤساء دولتين أصحاب للمال والنفوذ .

ماتم عرضه علينا من تمويلات نقدية بالإضافة لإسقاط الدين الخارجى علي مصر للقبول بصفقة القرن لنوافق على التهجير والاستيطان فى أراضى مصرية ، ما هو إلا جزء صغير من التمويل الضخم المطلوب من السعودية .

والذى وافق عليه بشكل مبدئي ولى العهد محمد بن سلمان،  لعجز امريكا بعد خسائرها الاقتصادية الأخيرة بسبب الكارثة البيئية جنبآ إلى جانب خسائر كبيرة طالت لمدة عامين من المقاطعة العالمية على عدم تحملها المزيد للدعم الإسرائيلي ، فبات ما لديها وماتملكه لا يكفى لكل ذلك معآ من (دعم إسرائيل وتعويض وبناء البنية التحتية و تطميع البلاد العربية المجاورة) ليقبلوا بدخول الفلسطينين إلى الأراضى المجاورة ومنهم مصر .

كان ولازال العنصر الأساسي من الخطة الأمريكية الاسرائيلية هو الضغط الاقتصادى على مصر بكل اشكاله للقبول بالعرض بين الماضى والحاضر لم تتغير أهدافهم ولكن تعددت الطرق لتحقيق ذات الهدف.

ومايسمى بقبول محمد بن سلمان لعرض ترامب حتى لو كان فى صورة استثمارات كما صرح مدعيآ أن موافقته بقبول العرض كمستثمر وشريك دولى ، ستؤدى إلى هلاك السعودية عاجلآ أو اجلآ ، فدوام الحال من المحال وشراكتهم لن تعود على المملكة العربية السعودية الإ بالخراب المؤجل ، ولو هناك من يحمى الدول العربية الأخرى ومنهم السعودية كما يقول ترامب .

فإن حمايتهم كانت ولازالت قلبها مصر، وغير ذلك ما هى إلا مزايدات لا داعى لها،  وذلك ليس مجالآ لاستعراض القوى العسكرية ، بل لمصلحة العروبة بأكملها .

أتمنى أن لا تقبل السعودية بالمزاد الأخير تحت أى أسباب ولكن سبب منها هو ضخامة المبلغ المطلوب وأن لايلتفتوا لذلك المغرور مهما كانت الضغوطات، ستُحشد بأموالكم جميع المرتزقة والمنبوذين فى العالم ضد الشرق الأوسط بأكمله وليست ضد مصر فقط انتقامآ وتحقيقآ لاطماعهم و انتصارا لإقامة دولة إسرائيل العظمى..تلك الصفقة ما هى الإ إغراء مؤقت لن يدوم ، ترامب سيعجل بهلاك الجميع استراتيجيآ واقتصاديآ سنخوض حربآ عالمية شرسة لن تدركها العقول حاليآ .

وتمويلهم بعد محفل من الخسائر ، سيكون الجحيم فى الشرق الأوسط .

ولن أبالغ إذ أضفت إلى كل ذلك بأن لا تستبعدوا عن عقولكم أن تكون الحرائق والخسائر البشرية فى لوس انجلوس وغيرها مفتعلة ليقودوا تلك الخطة الشيطانية فى استنزاف كبرى الدول العربية لضخ التمويلات اللازمة بعد عامين من خسائر المقاطعة وتمويل إسرائيل بالأسلحة والامدادات ، حتى ولو كانت نتائج الكارثة على جثث وضحايا من رعاياهم وشعوبهم ، فالتاريخ ذكر كثيرا من تلك الحوادث على يد بعضهم البعض، هم خائنون لبنو جنسهم لتحقيق أهداف ومصالح البعض الآخر .

اللعبة المدارة أمامكم الأن بين الروؤساء على المنصب الرئاسي ما هى إلا افتتاحية حرب لاستنزاف ثروات وإراضى الشرق الأوسط يتسابقون بينهم البعض على حساب ارواحنا واوطاننا جميعآ دون استثناء، سقط الكثير منا على أراضيهم ومابقى إلا القليل،  مهما بلغت الخلافات السياسية بيننا نبقى للنهاية أمة عربية واحدة اتحادها قوة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى