الصحة العامة

الزبدة… من متهمة إلى عنصر غذائي مفيد: ما سر الـ5 جرامات يوميًا؟

لطالما ارتبطت الزبدة في أذهان كثيرين بأنها “العدو الأول” لصحة القلب وضبط السكر في الدم، ولكن الدراسات الحديثة قلبت هذا الاعتقاد رأسًا على عقب، لتكشف عن وجه آخر للزبدة، يضعها في خانة الأطعمة المفيدة  إذا تم تناولها بكمية مدروسة.


دراسة جديدة تقلب المفاهيم

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nutrition & Diabetes، أجراها باحثون من جامعة هارفارد، عن نتائج مفاجئة بعد متابعة عادات أكثر من 100 ألف شخص لسنوات طويلة. وأظهرت النتائج أن من تناولوا كميات صغيرة من الزبدة (حوالي 5 جرامات يوميًا – أقل من ملعقة صغيرة)، انخفض لديهم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة وصلت إلى 4% مقارنة بمن امتنعوا عنها تمامًا. كما رُصد انخفاض طفيف في معدل الإصابة بأمراض القلب.


لماذا 5 جرامات تحديدًا؟

أشارت التحليلات إلى أن الجسم يحتاج إلى كميات ضئيلة من الدهون المشبعة لدعم بعض الوظائف الحيوية، مثل:

  • تنظيم الهرمونات

  • صحة الخلايا

  • امتصاص الفيتامينات الذائبة في الدهون مثل A، D، E، وK

وتتميز الزبدة الطبيعية غير المعالجة بأنها تحتوي على:

  • أحماض دهنية قصيرة ومتوسطة السلسلة سهلة الهضم

  • حمض البوتيريك المفيد لصحة الأمعاء وتقليل الالتهابات

  • فيتامين K2 الذي يساهم في حماية القلب والأوعية الدموية


الاعتدال هو الأساس

رغم الفوائد التي أظهرتها الدراسات، يبقى الاعتدال مفتاح الفائدة. الكميات الصغيرة اليومية من الزبدة لا تؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول أو تراكم الدهون في الشرايين، بل على العكس، قد تدعم التوازن الغذائي، خاصة عندما تكون جزءًا من نظام غذائي صحي غني بالخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة.


من هم الأكثر استفادة من الزبدة؟

الفئات التي قد تستفيد أكثر من استهلاك الزبدة بشكل معتدل تشمل:

  • من يعانون من مقاومة إنسولين خفيفة

  • متّبعو الحميات منخفضة الكربوهيدرات

  • من يبحثون عن بدائل طبيعية للدهون المهدرجة أو المصنعة

  • كبار السن الذين يعانون من مشاكل في امتصاص الفيتامينات


خلاصة القول:

الزبدة ليست بالضرورة عدوًا للصحة كما كان يُعتقد. السر يكمن في الكمية، فالقليل منها يوميًا قد يكون له أثر وقائي، خاصة إذا تم تناوله ضمن نظام غذائي متوازن ومدروس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى