السكري من النوع الخامس.. شكل جديد من المرض يُهدد الشباب النحيفين في الدول الفقيرة

في تطور طبي لافت، تم الاعتراف رسميًا بنوع جديد من داء السكري يُعرف باسم السكري من النوع الخامس، والذي يصيب المراهقين والشباب النحيفين الذين يعانون من سوء التغذية، وخاصة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط. جاء هذا الإعلان خلال المؤتمر العالمي الخامس والسبعين للسكري الذي عُقد في بانكوك في 7 أبريل 2025، حيث صُنِّف هذا الشكل من المرض كفئة مستقلة من قِبل الاتحاد الدولي للسكري.

ما هو السكري من النوع الخامس؟

يختلف هذا النوع بشكل واضح عن النوع الأول المرتبط بالمناعة الذاتية، والنوع الثاني المرتبط بالسمنة ونمط الحياة. إذ يُعتقد أن السكري من النوع الخامس ينتج عن خلل جيني يُعيق البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، دون وجود صلة بالسمنة أو تاريخ مرضي عائلي، ما يجعل تشخيصه أكثر تعقيدًا.

ويُلاحظ هذا النوع لدى فئة محددة من المرضى: المراهقون والشباب ذوو البنية النحيفة جدًا وسوء التغذية المزمن. وغالبًا ما يتم تشخيصهم خطأً بنوع آخر من السكري، مما يؤدي إلى استراتيجيات علاجية غير مناسبة.

تاريخ الاعتراف

يعود رصد هذا النمط غير التقليدي إلى جامايكا عام 1955، ثم إلى منظمة الصحة العالمية التي أطلقت عليه عام 1985 اسم “داء السكري المرتبط بسوء التغذية”. إلا أن التصنيف أُلغي في عام 1999 بسبب نقص الأدلة العلمية، إلى أن أُعيد الاعتراف به مؤخرًا بعد تراكم الدراسات السريرية.

أعراض ومؤشرات

يشرح الدكتور نيهال توماس، أستاذ الغدد الصماء في كلية الطب المسيحية بالهند وعضو مجموعة عمل الاتحاد الدولي للسكري، أن المرضى يعانون من نقص حاد في إنتاج الأنسولين، والذي يكون أقل من معدلات النوع الثاني، وأعلى بقليل من النوع الأول. كما يُعانون من انخفاض واضح في إنتاج الجلوكوز الكبدي.

ويضيف أن المرضى عادةً ما يكون لديهم مؤشر كتلة جسم منخفض جدًا (أقل من 18.5)، وتكون نسبة الدهون في الجسم ضئيلة، كما يُعانون من نقص حاد في البروتينات، والألياف، والعناصر الغذائية الأساسية، ما يُصعّب اكتشاف المرض دون تحاليل دقيقة.

أهمية التصنيف الجديد

الاعتراف الرسمي بهذا النوع من السكري يُعد خطوة كبيرة نحو توفير استراتيجيات تشخيص وعلاج مناسبة لهذه الفئة المهمشة من المرضى، لا سيما في بلدان مثل الهند وغيرها من الدول التي تعاني من معدلات مرتفعة من سوء التغذية بين الشباب.