الفسيخ.. وجبة موسمية بين التحذيرات الطبية والفوائد المشروطة

رغم التحذيرات المتكررة من تناوله، لا يزال الفسيخ يحجز لنفسه مكانًا على موائد المصريين في بعض المناسبات الشعبية، خاصة خلال احتفالات شم النسيم، ليبقى أحد أكثر الأطعمة الموسمية إثارة للجدل.
فعلى الرغم من توصيات الأطباء بضرورة الحذر الشديد عند تناوله، واقتصاره على كميات محدودة ووفق ضوابط صحية صارمة، إلا أن هناك من يرى أن الفسيخ قد يحمل بعض الفوائد، إذا ما أُعد بشكل سليم.
بين الفائدة والمخاطرة
الفسيخ يُعد من السمك البوري المُخمر، وهو نوع غني بالأحماض الدهنية المفيدة. وتشير الدكتورة سماح نوح، رئيس قسم الإرشاد البيطري، إلى أن تحضير الفسيخ بطريقة آمنة قد يؤدي إلى إنتاج البكتيريا النافعة (البروبيوتيك)، التي تسهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتعزيز التخلص من السموم، وتخفيف أعراض القولون، وحتى تحسين المزاج العام وحساسية الإنسولين.
لكن في المقابل، تكمن الخطورة الكبرى في تحضيره أو تخزينه بطرق غير صحية، حيث يُحتمل أن ينمو نوع من البكتيريا يُعرف بـ Clostridium botulinum، وهو من أخطر الأنواع التي تنتج سُمًّا عصبيًا قاتلًا، مقاومًا للحرارة ولا يمكن التخلص منه بسهولة في طرق التحضير التقليدية.
كيف نتناول الفسيخ بأمان؟
في حال الإصرار على تناوله، ينصح الأطباء باتباع مجموعة من الإجراءات لتقليل الضرر المحتمل:
-
شراء الفسيخ من مصادر موثوقة تخضع للرقابة الصحية.
-
إضافة عصير الليمون أو الخل عند التقديم، لما لهما من دور في تقليل نمو البكتيريا.
-
تناول الخضراوات الورقية مثل الجرجير والبصل لتقليل تأثير الصوديوم.
-
الامتناع عن شرب المشروبات الغازية بعد الوجبة، لأنها تقلل من قدرة الجسم على التخلص من الأملاح.
-
تجنب أكل الرأس، كونها أكثر مناطق الجسم امتصاصًا للسموم والمعادن الثقيلة.
-
شرب كميات كافية من المياه، وتناول الشاي الأخضر أو الأعشاب المدرة للبول لتقليل احتباس الصوديوم.
-
الالتزام بكميات معتدلة، وتجنّب الإفراط في تناوله.
فئات ممنوعة وتحذير طبي
يُمنع منعًا باتًا تناول الفسيخ بالنسبة للحوامل والمرضعات، خصوصًا خلال الشهور الأولى من الحمل، لما قد يشكّله من خطر على صحة الجنين أو الطفل.
وفي حال ظهور أعراض غير طبيعية بعد تناوله مثل الغثيان، ضعف العضلات، أو اضطراب في الرؤية – يجب التوجه فورًا إلى أقرب مستشفى، لأن التسمم الناتج عن الفسيخ قد يكون مميتًا في حال التأخر بالعلاج.