تفاصيل دعوى الخلع واعتداءات مستمرة.. معاناة “شيماء” بعد الطلاق

تعد الآية القرآنية “وعاشروهن بالمعروف أو سرّحوهن بإحسان” من أبرز المبادئ التي تحدد العلاقة الزوجية في الإسلام، حيث تؤكد على أهمية المودة والتراحم بين الزوجين، وتحث على الانفصال بشكل لائق إذا استحال استمرار العلاقة. ومع ذلك، توجد حالات تتجاوز ذلك، مثل ما حدث مع شيماء .ع وزوجها محمد.أ، اللذين قررا الانفصال بعد وصول علاقتهما إلى طريق مسدود، لكن الخلافات ظلت مستمرة ووصلت إلى أقسام الشرطة.
القصة تبدأ:
في البداية، كانت رحلة زواج شيماء ومحمد هادئة استمرت 13 عامًا، أنجبا خلالها 3 أطفال. لكن الخلافات بدأت تظهر بعد مرور 12 عامًا من الزواج، خاصة بعدما اكتشفت شيماء فرصة عمل كانت تأمل أن تساهم في مساعدة زوجها وأطفالهم في تكاليف الحياة. لكن زوجها رفض الفكرة بشدة، وأصر على أن دورها الأساسي يجب أن يكون في المنزل، مما زاد من حدة التوترات بينهما. وتسبب هذا الرفض في طرد شيماء من منزل الزوجية، ما دفعها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ورفع دعوى نفقة وتمكين من مسكن الزوجية.
انفصال رسمي ومزيد من الخلافات
وفي منتصف عام 2024، وبعد محاولات عديدة للتصالح، قرر الزوجان القيام برحلة قصيرة إلى مدينة مرسى مطروح، إلا أن الخلافات تفاقمت بشكل أكبر، وكان قرار شيماء النهائي هو رفع دعوى خُلع، التي أسفرت عن الطلاق بعد 13 عامًا من الزواج. ورغم انفصالهم، لم تنتهِ مشكلات شيماء، حيث بدأ محمد وأقاربه في مضايقتها، مما دفعها إلى اللجوء إلى الشرطة.
المضايقات والاعتداءات
بعد الطلاق، أصبح شيماء تواجه ضغوطًا مستمرة من طليقها وأقاربه. وبحسب منشوراتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أكدت أنها تعرضت لاعتداءات نفسية وجسدية، وكان آخرها عندما قام مجموعة من الأطفال من أقارب طليقها بقضاء حاجتهم أمام باب شقتها كوسيلة لإرغامها على مغادرة منزلها. هذا الاعتداء تم توثيقه في فيديو نشرته على “فيس بوك”، حيث أظهرت كاميرات المراقبة تفاصيل الواقعة.
تفاصيل أكثر عن المعاناة
شيماء أوضحت في تصريحاتها أنها تحملت الكثير من الإهانات والعنف خلال سنوات زواجها، بما في ذلك ضرب مبرح وكسر أنفها، فضلاً عن تعرضها لحروق. ورغم أنها كانت تحاول دائمًا التودد إلى أسرة زوجها، فإنها كانت تجد نفسها في النهاية مهملة ومنبوذة، خاصة في المناسبات. وعلى الرغم من محاولاتها للعيش مع زوجها من أجل أبنائها، إلا أن الضغط النفسي والمعاملة السيئة جعلتها تطلب الطلاق.
التدخل الأمني والتحقيقات
في الوقت الذي كانت فيه شيماء تتعرض لهذه الاعتداءات، تم تداول الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل. الشرطة فتحت تحقيقًا في الواقعة، بعد أن رصدت حالة التعدي التي تعرضت لها شيماء وأطفالها من قبل طليقها وأقاربه، والذين حاولوا طردها من منزلها بوسائل متعددة.
الخاتمة
تستمر شيماء في معركتها للحصول على حقها وحماية أطفالها من الضغوط والاعتداءات التي يواجهونها. وبينما يطالب طليقها بالمزيد من الإجراءات القانونية ضدها، فإن ما تعيشه شيماء يسلط الضوء على المشاكل النفسية والجسدية التي قد تنتج عن التوترات الزوجية المستمرة.