دراسة تكشف أسرار الجمال والعلاج في مصر القديمة: الماسكارا والكحل لم تكن للزينة فقط

كتب- ندى أشرف
كشفت دراسة حديثة نشرتها “ناشيونال جيوغرافيك” أن المصريين القدماء كانوا روادًا في استخدام مستحضرات التجميل، ليس فقط لأغراض الزينة، بل أيضًا كوسيلة لحماية العين وعلاجها.
ووفقًا لما ورد في الدراسة، فإن النساء في مصر القديمة استخدمن الماسكارا والكحل منذ آلاف السنين، أي قبل عهد الملكة كليوباترا بفترة طويلة، على عكس ما ذكرته بعض كتب التاريخ.
وكانت العناية بالعيون سلوكًا شائعًا لدى الرجال والنساء على حد سواء، سواء كانوا ملوكًا أو من عامة الشعب، فقد استخدم المصريون القدماء الكحل، والمراهم، وأحجار الملاكيت ذات اللون الأخضر، لصنع ألوان غامقة لرموشهم وجفونهم.
ولم تكن هذه المستحضرات تجميلية فقط، بل اعتُبرت وسيلة فعّالة لحماية العيون من التهابات العدوى المنتشرة نتيجة المناخ الحار والرطب، خاصةً في المناطق القريبة من مياه النيل الراكدة بعد الفيضان.
وتشير بعض البرديات القديمة إلى اعتقاد المصريين بأن الآلهة “رع” و”حورس” كانا يقدمان الحماية للعيون المدهونة بالظلال الملونة من الأمراض.
كما أظهرت الدراسة أن مستحضرات التجميل القديمة احتوت على كميات صغيرة من أملاح الرصاص، والتي عند تفاعلها مع الجلد، تحفز إنتاج أكسيد النيتريك، وهو مركب يساعد على تنشيط الجهاز المناعي ومقاومة البكتيريا المسببة للأمراض.
بهذا الاكتشاف، يتبين أن أدوات التجميل التي استخدمها المصريون القدماء كانت تحمل بعدًا طبيًا ووقائيًا إلى جانب بعدها الجمالي، مما يعكس مستوى التقدم والمعرفة الذي بلغته الحضارة المصرية القديمة.