هي والمحكمه

سارة في محكمة الأسرة: دعوى خلع بعد سنوات من الألم الصامت

في قاعة المحكمة، وقفت “سارة” بثبات، تخفي وراء ملامحها الهادئة سنوات من الألم الذي عاشته في صمت.

في بداية زواجها، كانت تعتقد أن “كريم”، الشاب المهذب والمثقف، هو رجل أحلامها،  كان قليل الكلام، لكن عينيه كانتا تحملان طيبة واتزانًا لا يُخطئهما أحد،لم يكن الحب بينهما مشتعلًا، ولكنه كان زواجًا هادئًا، يُنظر إليه من قبل الجميع على أنه نموذج للتفاهم والاحترام،  لكن مع مرور الوقت، اكتشفت سارة أن هذا الصمت لم يكن دليل حكمة كما ظنت، بل كان ستارًا يخفي وراءه غمامة من الحزن لا تنقشع، كان زوجها يعود من العمل، يدخل غرفته، ويحدق في الفراغ وكأن الحياة لا تعنيه. لم يكن يضحك، لا يتفاعل، ولا يُظهر أي رغبة في التخطيط للمستقبل.

كان كريم لا يؤذيها، لكنه كان يؤذي نفسه، وهذا ما جعل البيت مليئًا بالكآبة حتى في وضح النهار. طلبت منه عدة مرات أن يذهبوا معًا إلى طبيب نفسي، لكنه كان يرفض بشدة ويغضب وكأنها تتهمه بالجنون. قالت سارة: “أنا لا أطلب رجلاً غنيًا، ولا كثير الكلام، أنا فقط أريد شريكًا للحياة، لا ظلاً يسير بجانبي.”

حاولت سارة مرارًا أن تضيء شمعة في ظلامه، لكنها كانت تنطفئ في كل مرة قبل أن تضيء الطريق. لم يكن سبب طلبها للانفصال خيانة أو عنف، بل كان الألم المستمر والكآبة التي ابتلعتها معها حتى كادت تودع الحياة كما كانت تعرفها.

قررت ترك منزل الزوجية والعودة إلى بيت أسرتها، وهي تنتظر الخلاص وتتمناه، مُتمنية لو أنها استطاعت أن تعيش يومًا واحدًا قبل أن تتزوج وتُشاركه الحياة. ومع محاولات زوجها الضغط عليها للعودة ورفضه تطليقها، قررت سارة اللجوء إلى محكمة الأسرة ورفع دعوى خلع لتبدأ حياة جديدة، مليئة بالسلام النفسي والفرح بعيدًا عن الحزن والآلام التي عاشتها.

القضية ما زالت قيد النظر أمام المحكمة، ولم يتم الفصل فيها بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى