ندى الجبالي تكتب: وسط الأرقام والفواتير.. عملتي حساب التيبس؟
وسط زحمة الأرقام التي نعيشها كل يوم، وخاصة في أول أسبوع بعد القبض، ومحاولة توفيق كافة الاحتياجات وحشرها في ميزانية الشهر.. لا داعي للتحدث عن الرفاهيات التي باتت من ألحان الماضي الجميل.. يجب أن تقومي بوقفة وتسألي نفسك.. عملتي حساب التيبس؟.
التيبس ياعزيزتي الآن أصبح من الخدمات الاجبارية التي فرضت نفسها فرضاً في مجتمعنا الجميل، حتي انني صرت حائرة أمام أي كلمة حسنة من غريب.. فهل كانت خالصة لوجه الله.. أم أن التيبس كان الوجهة المطلوبة.
وقديما كان التلميح هو وسيلة طلب التيبس، ولكننا الآن في عهد صار الطلب الواضح للتيبس هو الشعار المرفوع، فقديما كان مقدم الخدمة يسرد عبارات الغزل الممزوج بالأدعية.. أم الآن، فصار السؤال الصريح يلقى في وجهي كبصقة، عندما يرفع راغب الأموال المفروضه وجهه في وجهك قائلا بنظرة دائن وصوت محشرج.. “أي حاجة يا أبلاااااااه”.
وللتيبس وظائف قائمة عليه دون راتب، فالبنزينات والمحطات، توظف الآن استااف كامل قائم مرتبه على التيبس، فمن الفوطه الناشفة للفوطة الزفرة، وكلها مصطلحات هدفها ما يحمله جيب محفظتك من أموال التيبس اللعين.
وعني كأم، فلي مع التيبس قصة لها معاني كثيرة، تبدأ في الصباح الباكر، عندما تقابلني الناني بنصف ابتسامة ساردة المشاكل والكوارث التي يقوم بها أطفالي والتي جعلت حياتها مريرة مرارة العالم.. وعندما اتغافل بابتسامة بلهاء داعية لها بالصحة والعافية، فتجيبني بالدعوة القاتلة التي لا يمكن ترجمتها إلا إلى معنى واحد.. قائلة.. كل سنة وانتي طيبة.. ويعلم الله والقارئون الآن لم تضيع ابتسامتها بالكامل بردي المتحاذق.. وحضرتك طيبة