هي والمحكمه

سجينة تحت سقف الزوجية.. رحلة من القهر إلى محكمة الأسرة

دخلتُ قاعة محكمة الأسرة بخطوات مترددة، يملؤني مزيج من الخوف والتردد، لكنني كنتُ على يقين بأنني لم أعد أتحمل أكثر، وجلستُ في صمت، أتأمل وجوه النساء من حولي، كل واحدة تحمل في عينيها قصة مختلفة، لكن الوجع واحد.

 

عندما نادى الحاجب على رقم دعواي، تقدمتُ ببطء، وبدأتُ في سرد قصتي قائلة: “اسمي نورا، أبلغ من العمر 32 عامًا، متزوجة منذ عشر سنوات، وأم لطفلين، وكنتُ أظن أنني سأعيش حياة مستقرة، لكنني وجدتُ نفسي سجينة في بيت زوجي، ليس بالمعنى الحرفي، بل بسلاسل من التحكم والتسلط.”

 

تنهدتُ وأنا أواصل حديثي: “منذ زواجنا، وزوجي يفرض سيطرته على كل شيء. لا أخرج إلا بإذنه، لا أزور أهلي إلا في أوقات يحددها هو، لا أرتدي إلا ما يراه مناسبًا. حتى عملي، الذي كنتُ أحبه، أجبرني على تركه بحجة أن المرأة مكانها البيت، وكان يرى نفسه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وكل نقاش بيننا ينتهي بعبارة واحدة: “أنا الرجل في هذا البيت، وكلمتي لا تُرد”.”

 

مسحتُ دمعة تسللت رغماً عني، ثم أكملتُ: “في البداية، حاولتُ التكيف، ظننتُ أنني سأتمكن من إرضائه، لكن الأمور ازدادت سوءًا. وصل به الأمر إلى التحكم في طريقة تربيتي لأولادي، حتى لم يعد لي رأي في أي قرار يخصهم. وإذا اعترضت، ينهال عليّ بالكلمات الجارحة، وأحيانًا بالضرب.”

 

“حاولتُ بكل الطرق أن أجعله يتغير، لجأتُ إلى أهله، إلى أهلي، إلى كل من يمكنه التأثير عليه، لكنه كان يعتبرني مجرد زوجة يجب أن تطيعه بلا نقاش. وعندما طلبتُ الطلاق وديًا، رفض تمامًا، وهددني بحرماني من أطفالي.”

 

“وحين أدركتُ أنه لا أحد يستطيع ردعه، لجأتُ إلى محكمة الأسرة، أطالب بحقي في الطلاق، في حياة كريمة لي ولأطفالي. لقد تحملتُ ما يكفي، ولم يعد بإمكاني أن أكون مجرد ظل لرجل يراني كشيء يملكه.”

 

“أعلم أن الانفصال قد يكون له أثر سلبي على أطفالي، لكنني أيضًا على يقين بأنني خطوتُ أولى خطواتي نحو الحرية، نحو حياة لا يتحكم بها أحد سوى نفسي.”

 

ورغم ذلك، لا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة، ولم يُفصل فيها بعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى