سيدات من مصر يحلقن في السماء ويشقن عباب البحر.. كابتن حسناء تيمور ومروة السلحدار نماذج مشرفة للمرأة العربية

ندى اشرف
في تجسيد حيّ لريادة المرأة المصرية والعربية في مجالات كانت حكرًا على الرجال لعقود، تبرز قصتا كابتن الطيار حسناء تيمور، وأول قبطانة بحرية مصرية وعربية مروة السلحدار، كنموذجين ملهمين للإصرار والطموح، وفتح آفاق جديدة أمام الأجيال القادمة من الفتيات.
كابتن حسناء تيمور، رغم تخرجها من كلية الصيدلة، اختارت أن تتبع شغفها بالطيران، مستلهمة حبها للمجال من والدها، الضابط السابق بسلاح الدفاع الجوي.
وبينما كانت في سنتها الثانية بالصيدلة، صادفها إعلان لقبول دفعة جديدة في معهد الطيران دون تمييز بين الجنسين، فقررت خوض التجربة بدعم من والدها.
اجتازت تيمور الاختبارات بنجاح، وواصلت دراستها في كلا المجالين، قبل أن تختار التحليق مع “مصر للطيران” عام 1995 كمساعد طيار، ثم قادت الطائرات بنفسها، لتصبح من أوائل الطيارات المصريات المحترفات.
على الجانب الآخر، تُعد مروة السلحدار أول قبطانة بحرية في تاريخ مصر والعالم العربي، وقد تخرجت من الدفعة 73 بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بالإسكندرية.
كانت أول طالبة مصرية تدرس قسم الملاحة البحرية، الذي كان محصورًا سابقًا على الذكور فقط.
قرارها الجريء بالالتحاق بالقسم جاء بعدما علمت بقبول طالبة من جيبوتي عبر منحة دراسية، لتطلب مروة رسميًا نقلها إلى القسم، بدعم وتشجيع كبير من أسرتها.
برز اسم مروة بشكل خاص حين شاركت في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة على متن السفينة “عايدة 4” كضابط بحري ثاني، لتكون بذلك أول وأصغر مشاركة في هذا الحدث التاريخي، وهي اليوم تواصل دورها كمدرّبة بالأكاديمية البحرية التابعة لجامعة الدول العربية.
بين السماء والبحر، تثبت سيدات مصر أن الإرادة قادرة على تجاوز القيود، وأن التميز لا يعرف جنسًا ولا حدودًا، بل فقط الشغف والعمل والإصرار.