علاقة بدأت بزمالة وانتهت بالاعتداء.. تفاصيل مأساة فتاة في إمبابة

مشهد يومي أمام محكمة الأسرة في إمبابة، حيث تجلس عشرات النساء يواسين بعضهن البعض، تجمعهن معاناة واحدة. وسط هذا المشهد، تقف «نادين» في منتصف العشرينيات ممسكة بأوراق قضيتها، تحاول استيعاب الواقع الذي لم تكن تتخيله يومًا، أن تقضي أجمل سنوات عمرها بين جدران المحاكم بدلاً من عيشها بسعادة مع شريك حياتها الذي ظنته فارس أحلامها.
من بداية حب بريئة إلى قفص المحاكم
«نادين» تنتمي إلى عائلة محافظة، كان والدها وأفراد أسرتها من أصحاب الوظائف المرموقة، وكانت تحلم أن تحذو حذوهم. لكن حياتها انقلبت رأسًا على عقب بعدما تعرفت على شاب يعمل في نفس الشركة التي تعمل بها. بدأت العلاقة بزمالة بسيطة، ثم تطورت إلى إعجاب متبادل، رغم ملاحظتها لبعض التصرفات الغريبة منه، والتي كان يبررها بالخجل ورغبة التعارف فقط، حسبما سردت لـ«الوطن».
وبحسب العادات والتقاليد، طلبت «نادين» من الشاب إعلان علاقتهما رسميًا، ووافق على مقابلة أهلها. لكن والدَيها رفضا الفكرة بسبب الفارق الاجتماعي والوظيفي بينهما. لم تستسلم «نادين» واستمرت في محاولة إقناع والديها، حتى منحوه فرصة، لكن اللقاء الأول انتهى برفض قاطع من جانب والدها. مع ذلك، أصرّت وتمت الخطوبة.
تحولات الحياة الزوجية
خلال فترة الخطوبة، أظهر الشاب احترامًا لعائلتها وقراراتها، وساعدها في البحث عن عمل أفضل. وبعد عامين، جهزا شقة الزوجية معًا، وأقام والدها حفل زفاف كبير. لم تكن «نادين» تتوقع أن تبدأ مأساتها بعد أسابيع قليلة من الزواج.
بدأت الحياة الزوجية بهدوء، مع بعض الخلافات البسيطة التي تم التعامل معها بحكمة. إلا أن الأمور ساءت مع تدخل عائلة الزوج في كل تفاصيل حياتهما، حتى في أبسط الأمور مثل الطعام، مما أثار استياء «نادين». تفاقم الوضع حين طلبت والدة الزوج منها ترك عملها والتفرغ لخدمتهم.
تقول «نادين»: «طلبت منه أن يمنع تدخل أهله، خاصة بعد أن طالبتني والدته بترك العمل. تفاجأت بأنه أجبرني فعلاً على الاستقالة، وهددني بالطلاق عدة مرات. وبعد أسبوعين، انتقل أفراد عائلته للعيش معنا في الشقة الصغيرة. كنت أنا من أتحمل مصاريف البيت لأن راتبي أعلى، وهو كان يختزن راتبه. وعندما طلبت منه أن يشاركني المصروف رفض، وبدأ يعتدي عليّ بالضرب يوميًا بسبب شكاوى والدته وأخواته».
الاعتداء والطرد من المنزل
مع مرور الوقت وتكرار المواقف، تحولت المشكلات إلى اعتداءات جسدية متكررة، انتهت بطردها من المنزل أمام الجميع، وفقًا لما وثقته «نادين» في محاضر الشرطة.
النهاية المؤلمة
تروي «نادين» أن القشة التي قصمت ظهر الزواج كانت عندما رفضت العودة إلى منزل الزوجية وطلبت الطلاق، لكنه اشترط عليها التنازل عن كافة حقوقها، بناءً على تعليمات والدته. تقول: «كنت أظن أنهم فقط يطمعون في أمواله، لكن الحقيقة أنهم أرادوا التخلص مني لأنني غيّرت حياته وكانوا يرونني تهديدًا لهم».
وسط تصاعد الخلافات، وجدت «نادين» نفسها تسير في أروقة محكمة الأسرة، تطلب الخلع بعد ثلاثة أشهر فقط من الزواج، من خلال دعوى طلاق للضرر تحمل رقم 47423.