هي والمحكمه

“فاكهة بالحبة وكهرباء بالقطارة”.. سيدة تروي معاناة سنوات من البخل والتضييق داخل منزل الزوجية

شهدت محكمة أسرة مدينة نصر واقعة لافتة أثارت الكثير من التعاطف والجدل، بعدما تقدّمت سيدة بدعوى تطالب فيها بنفقة لأبنائها، كاشفةً عن سنوات من المعاناة داخل منزل وصفته بـ”السجن المغلق”، نتيجة ممارسات زوجها التي وصفتها بأنها وصلت إلى حد القسوة النفسية والبخل المرضي.

أوضحت المحامية نهى الجندي، أن موكلتها سردت في دعواها تفاصيل حياة أسرية اختنقت فيها أبسط مظاهر العيش الكريم، حيث كان الزوج يفرض نظاماً صارماً يقوم على التوفير المفرط، حتى في الاحتياجات الأساسية.

فاكهة بالحبة ونصف كيلو لبن للأسرة كلها

ذكرت الزوجة أن زوجها كان يشتري الفاكهة “بالحبة”، حيث يحصل كل فرد على ثمرة واحدة فقط في اليوم، ويكتفي بشراء نصف كيلو من اللبن بغض النظر عن عدد الأطفال أو احتياجاتهم الغذائية، ما حول الوجبات اليومية إلى تجربة مؤلمة، خاصة للأطفال.

كهرباء مقطوعة وحر خانق

وفي إحدى الوقائع التي أرفقتها ضمن ملف الدعوى، أشارت الزوجة إلى أن الزوج تركهم دون كهرباء لمدة يوم كامل خلال طقس شديد الحرارة، بعد أن انتهى رصيد كارت الكهرباء أثناء وجوده في العمل، رغم علمه بالأمر. ورفض أن يتدخل لإعادة التيار، ما تسبب في معاناة كبيرة للأسرة.

وأوضحت المحامية الجندي أن الزوج كان يتعامل مع استهلاك الكهرباء بحساب دقيق، ويخصم أي زيادة في الفاتورة من المصروف الشهري، مما حرم الأسرة من استخدام الأجهزة الكهربائية وحتى من إضاءة الغرف ليلاً، خوفاً من “الإسراف غير المقبول”، على حد تعبيره.

أبواب مغلقة من الخارج:

من التصرفات الصادمة التي سردتها الزوجة أيضاً، إغلاق الزوج لباب الشقة من الخارج أثناء ذهابه إلى العمل، دون ترك نسخة من المفتاح، ما كان يشعرها وأبناءها بالعجز والخوف داخل المنزل. وقالت إن هذا التصرف تكرر كثيراً دون سبب منطقي سوى الرغبة في فرض السيطرة.

طقم واحد في العام:

كما أكدت أن الزوج فرض قاعدة صارمة بعدم شراء أكثر من طقم ملابس واحد لكل فرد سنوياً، مما سبب حرجاً دائماً للأطفال في المناسبات والمدرسة. واتهمته باتباع أسلوب نرجسي متسلط، حيث كان يرى أن الزوجة يجب أن تخدمه في صمت، دون أن تطلب شيئاً أو تعبّر عن احتياجاتها أو احتياجات أبنائها.

اللجوء إلى القضاء بعد سنوات من القهر

بعد سنوات من الصبر، وبعد أن بدأت ترى التأثير النفسي القاسي على أبنائها، قررت الزوجة أخيراً اللجوء إلى القضاء، بحثاً عن حياة أكثر إنسانية لأطفالها، بعيداً عن سياسات “الحرمان الإجباري”، كما وصفتها، مطالبةً بنفقة عادلة تضمن لهم حياة كريمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى