اخبار المرأة

في حوار مع «مولاتي»  رائدة محتوى الرقص الكيبوب في مصر تكشف أسرار جديدة عن الفن العالمي

كتب-أحمد سامي

الكيبوب، هذا الفن العالمي الذي يتألف من مزيج متنوع من الموسيقى الشعبية داخل كوريا الجنوبية، لم يعد مقتصراً على حدود البلاد الآسيوية، بل تجاوزها ليصل إلى نقاط مختلفة في العالم، بما في ذلك الدول العربية والأوروبية، ليصبح رمزاً للتواصل الثقافي العابر للحدود. وفي هذا السياق، تبرز شخصيات مثل شروق أحمد ، وهي واحدة من رواد رقص الكيبوب في مصر، التي استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً وتصل إلى قلوب الملايين بموهبتها الفريدة وأدائها المتميز.

حاور “مولاتي” شروق أحمد لمعرفة بداياتها في عالم الكيبوب وصعودها نحو الشهرة على منصات التواصل الاجتماعي، وظهورها في البرامج العالمية، بالإضافة إلى تمثيل هذا الفن.

إلى نص الحوار..

ما الذي جذبك إلى رقص الكيبوب؟ وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟

عندما بلغت تسع سنوات، شاهدت لأول مرة رقص الكيبوب وأُغرمت به بشدة لأنه مختلف وأغانيه متميزة عن أي شيء سبق لي سماعه. يعتمد هذا النوع من الرقص على المحاكاة، مما يجعله فريدًا ويتطلب تقليد الحركات بدقة لتحقيق الاتقان. بدأت رحلتي بتدريب نفسي في منزلي على الكيبوب، ثم قررت أن أخبر عائلتي برغبتي في تعلمه بشكل احترافي، فأخذوني إلى مدرسة رقص حيث تعلمت الجاز مع مدربة ألمانية، ثم تعلمت الهيب هوب وشاركت في حفلات الكيبوب في السفارة الكورية بمصر منذ صغري. بدأت أيضًا بإنشاء مقاطع فيديو على يوتيوب منذ سن العاشرة، وكنت من بين القلائل الذين يقدمون هذا النوع من الرقص، خاصة كفتاة، مما أثار تفاعلاً كبيرًا من الناس. على الرغم من التشجيع والانتقادات التي تلقيتها كطفلة، استمررت في مساري وانضممت إلى أكاديمية رقص الكيبوب وشاركت في مسابقات عالمية، واستمررت في العمل كراقصة ومصممة رقصات للفنانين والعلامات التجارية الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعلمت اللغة الكورية بشكل ذاتي من خلال موارد الإنترنت، وبدأت أستطيع الكتابة والقراءة والمحادثة.

كيف واجهت التحديات في تعلم وتطوير مهاراتك في رقص الكيبوب؟

في البداية، في حوالي عام 2010، لم يكن انتشار المجال، خصوصا في العالم العربي، ولم يكن هناك أماكن لتعلم الكيبوب في مصر سوى عبر اليوتيوب. بدأت بتعلمه في المنزل، وكانت جميع المهارات تطورت من خلال التمارين الذاتية والمتابعة الشخصية، إذ كنت أقوم بتصوير نفسي وتحرير الفيديوهات بمفردي، وهذا كان الطريق الوحيد للتطور والتعلم، ومع مرور الوقت، تطورت وأصبحت أول معلمة لرقص الكيبوب في مصر.

وكانت التحديات كثيرة في هذا النوع، فكان من الصعب جدًا تعلمه دون مساعدة خارجية، وكان علي تحمل التحديات والتعب من أجل التحسن، وكذلك كان النوع جديدًا على الكثيرين، وعلى الرغم من ذلك، كانت ردود الفعل إيجابية، حيث أحب الناس هذا الفن وبدأوا يشجعون ويتابعون.

ما هي أهمية الكيبوب بالنسبة لك شخصياً؟ وما الذي يميزه عن غيره من أنواع الموسيقى والرقص؟

أنا حرفيًا كبرت وأنا مع الكيبوب منذ ٩ سنوات، وأصبح يعتبر بيتي، حيث أستطيع التعبير عن نفسي وأفكاري والتأكيد على شخصيتي من خلاله، وهذا الأمر الذي أصبحت متقنًا له، ويعرفني الناس به، وأشعر بالسعادة لجعل الناس يحبونه أيضًا، وهذا أمر كبير بالنسبة لي ولم أكن أتخيل أن يتحقق بشكل كبير بهذا الشكل.

ما يميزه هو أن الأغاني مبهجة والرقصات متنوعة بتصاميمها وتعتمد على المحاكاة، وهذا كانت أول مرة أرى فيها نوعًا من الرقص يعتمد على المحاكاة، وهذا كان جديدًا بالنسبة لي، وليس كل الراقصين يتمتعون بمهارة المحاكاة، فبعضهم يتفوق في التصميمات ولكن يعانون في المحاكاة، وهذا يميز راقص الكيبوب بشكل خاص، حيث يتمتع بمهارة عالية في التذكر والمحاكاة بدقة، وهذا يميزه عن الراقصين في الأنواع الأخرى.

وبالطبع، من خلال الرقص، نتعرف على الثقافة الكورية الجميلة وعاداتهم وتقاليدهم، وندرك كم هم شعب جميل ولطيف ومحترم جدًا.

ما هي الفرقة الموسيقية التي تحبين مشاهدتها والاستماع إليها؟

الفرقة الموسيقية التي أحب الاستماع إليها حاليًا وأدين لها كثيرًا هي “BTS”. إنها فرقة مكونة من ٧ أعضاء يقدمون عروض رقص وأداء غنائي احترافي على المستوى العالمي. انتشرت أغانيهم في جميع أنحاء العالم وساهموا في تعريف الناس بثقافة الـ K-pop بشكل أوسع بكثير.،BTS، حققوا جوائز الجرامي وشاركوا في أغاني مع عدة مغنيين أجانب مثل Charlie Puth، Halsey، Nicki Minaj، وغيرهم. رقصاتهم مميزة وقوية وتشكل تحديًا، ومع مرور الوقت، بدأ رقص الكيبوب يتطور ويصبح أكثر صعوبة ويدخل في مراحل أكبر.

وفي طفولتي، كنت أحب الاستماع إلى فرق مثل SNSD، Super Junior، وMiss A، لكن في ذلك الوقت، لم يكن الـ K-pop منتشرًا في العالم بنفس الطريقة التي نشهدها اليوم.

من هو فنان الكيبوب المفضل لديك؟

فنان الكيبوب المفضل لك هو النجم العالمي Jungkook من أعضاء فرقة BTS. إنه ماهر جدًا في كل ما يقوم به، وفنان شامل يجيد الرقص والغناء بإحترافية، وأصبح فنانًا عالميًا غنيًا بمواهبه. لقد غنى أغنية لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2022 بعنوان “Dreamers”، وساهم في نشر الكيبوب لجماهير محبي كرة القدم. أصبح له جماهير في كل دول العالم وحظي بشعبية واسعة وتأثير كبير.

من هي دانسر الكيبوب المفضلة بالنسبة لك؟

دانسر الكيبوب المفضلة لدي هي Lisa من فرقة Blackpink، وهي أكبر فرقة بنات في كوريا حاليًا. إنها دانسر محترفة للغاية وأشهرهم وأنجحهم حاليًا. وقد كبر عدد متابعيني الذين يشبهونني بها، خصوصًا في الشكل لأن لدينا نفس الاستايل. أنا مسرورة جدًا لأن متابعيني يراهونني بهذا الشكل لأنني أحبها كثيرًا وتعتبر مثلًا أعلى لي في هذا المجال.

ما هو أفضل إنجاز حققتيه في مجالك؟

لقد حققت إنجازات كثيرة، من بينها أنني أصبحت الراقصة الكيبوب الأكثر شهرة في الوطن العربي في الوقت الحالي،وحققت ملايين المشاهدات على منصات مختلفة، ويقوم بتمثيل الكيبوب دانس في مصر في الفعاليات المتخصصة بالثقافة الكورية والدانس الكوري، وساعدت في زيادة انتشار الثقافة الكورية والكيبوب في مصر بشكل كبير عن السابق، حيث عرف الكثيرون الكيبوب وبدأوا بمتابعتي من خلال محتواي، كما أصبحت مصممة رقص لفنانين وعلامات تجارية كبيرة في العالم وفي مصر، كما أصبحت أول مدربة رقص كورية في مصر، وحالياً حصلت على شهادة من الحكومة الكورية تُعتبرني مؤثرة في مجال الـ K-pop في مصر، وبمثل الكيبوب، وأقمت عروضًا في أكبر المسارح المصرية، مثل المسرح الكبير في دار الأوبرا بالقاهرة وفي الإسكندرية، وعروض في مدن متعددة مثل القاهرة، الإسكندرية، الإسماعيلية، المنصورة، وغيرها، بالإضافة إلى مسارح مختلفة مثل مسرح سيد درويش وغيرها. وأسست فريقًا خاصًا بي للمشاركة في أكبر حدث يجمع بين الثقافة الكورية واليابانية في مصر، كما شاركت Bella Poarch، أكبر تيكتوكر في العالم، فيديو رقص لي، وعبرت عن إعجابها به. لقد كانت هذه تجربة مميزة بالنسبة لي، كما شاركت في إعلانات.

أهم الأمور بالنسبة لي هو أن الناس الآن يربطون الكيبوب بشخصيتي، حيث يفكرون فيّ أولاً عندما يستمعون إلى الكيبوب، سواء لأنهم عرفوا عني من خلاله أو لأنني أكثر انتشاراً في مصر والعالم العربي في مجال الكيبوب والرقص.

ما هي ردود الفعل التي تلقيتها من الجمهور المصري والعربي عموماً بعدما أصبحت شخصية معروفة في مجال رقص الكيبوب؟

الغالبية يشجعونني ويحبون رؤية شخص عربي يقدم رقصاً غربياً، خاصةً في هذا النوع من الفن، حيث يظهرون فضولاً ويطرحون أسئلة حول كيفية تعلمه واسمه وأصله. لقد وجدت الكثير ينصحني بتقديم دروس رقص لتعليم هذا النوع، وقد بدأت فعلاً في ذلك من هنا. بالطبع، واجهت أيضاً بتعليقات سلبية، ولكني أفهم وجهات نظرهم، فالفن الغربي هو شيء جديد بالنسبة لهم. وفي المدرسة، كان زملائي يعبرون عن إعجابهم ويشجعونني بشدة، ورأيت الكثير من التشجيع والحب، بصراحة.

ما هو رأيك في دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز انتشار ثقافة الكيبوب وتواصل المعجبين بها؟

الكيبوب منتشر وواصل جداً الآن في كل أنحاء العالم، وله فان بيس كبيرة جداً في العالم العربي حالياً. غالباً ما ستجد في كل عائلة على الأقل شخصًا واحدًا يحب الكيبوب أو يعرف شخصًا يحبه، وهذا الأمر الآن أكبر بكثير مما كان عليه في السابق عندما كانت الفكرة شبه معدومة هنا. هذا الأمر جعل الأمور أسهل بالنسبة لي، حيث يعرف الناس ماذا أفعل، وأنا أيضاً مستمتع بتعريف الأشخاص الذين لا يزالون لا يعرفون، وأحب ذلك بشكل طبيعي.

ما هي خططك المستقبلية في مجال رقص الكيبوب؟ وهل تطمحين لتحقيق أهداف معينة؟

أطمح في أن أنمو أكثر وأتمنى أن تأتيني فرص تقربني أكثر من حلمي. أتمنى زيارة كوريا الجنوبية وتقديم عروض كيبوب والمشاركة في الفعاليات هناك، وفي نفس الوقت، أرغب في عرض ثقافتنا العربية للناس هناك ونشر حبهم لهذا النوع من الموسيقى. أؤمن بأن الوصول لحلمي هذا ليس مستحيلاً.

هل لديك نصائح للذين يطمحون لاحتراف رقص الكيبوب؟

حاليًا هناك دروس متاحة لتعليم رقص الكيبوب في مصر. الأمر أصبح أسهل الآن، حيث يمكن لأي شخص تعلمه والتوجه لتدريب نفسه على هذا النوع من الرقص. بالمقارنة مع الماضي، حيث كان من الصعب العثور على أي شخص يعلم الكيبوب، فإن الوضع قد تحسن بشكل كبير. وبشكل عام، يتطلب الرقص جهدًا ووقتًا وتدريبًا، لذا يجب أن يتشجع المرء على المثابرة والاستمرار.     

أخيراً، هل ترغبين في مشاركة تجربتك في تأسيس مجتمع أو مدرسة لرقص الكيبوب في مصر أو العالم العربي؟

بالطبع، أتطلع إلى تأسيس مدرسة لتعليم رقص الكيبوب في مصر، تكون مركزًا اجتماعيًا وملتقى لمحبي هذا النوع من الرقص، حيث يمكن لكل من يرغب في تعلمه أن يجد هناك مجتمعًا يشاركه نفس الاهتمام ويقدم الدعم اللازم لتحقيق أحلامه بسهولة.

الفيديو..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى