“لم يعد بيننا حب”… سيدة ترفع دعوى خُلع بسبب برود المشاعر

في واقعة جديدة تجسد معاناة بعض الزوجات مع غياب العاطفة داخل الحياة الزوجية، شهدت إحدى محاكم الأسرة واقعة مثيرة بعدما تقدّمت سيدة ثلاثينية بدعوى خلع ضد زوجها، مؤكدة أن السبب الأساسي هو “عدم تبادله مشاعر الحب والاهتمام معها”، رغم استمرار زواجهما لعدة سنوات.
تفاصيل الدعوى: حب من طرف واحد
بحسب أوراق القضية، أوضحت السيدة في دعواها أن الحياة مع زوجها تحولت إلى مجرد “روتين بلا روح”، وأنه لا يُبدي أي مشاعر حب أو اهتمام، ولا يبادلها كلمات المودة، ولا يُظهر الامتنان أو التقدير، رغم عدم وجود مشاكل مادية أو خيانات أو عنف جسدي. وأضافت: *”أشعر وكأني أعيش مع شخص غريب… نأكل معًا، ننام في بيت واحد، لكن لا كلمة طيبة ولا لمسة حنان.”
وأكدت أن غياب التواصل العاطفي دفعها للشعور بالوحدة والاكتئاب، رغم توافر كل مقومات الحياة المستقرة ظاهريًا، وقالت: *”أنا لست آلة للطهي والتنظيف… أنا إنسانة أحتاج إلى حب، وكلمة جميلة، ونظرة دفء.”
رد الزوج: “أنا مش رومانسي!”
وخلال جلسات المحكمة، لم ينكر الزوج فتور العلاقة، لكنه برّر الأمر بطبعه الجاف قائلاً: *”عمري ما كنت إنسان رومانسي… بوفّر كل احتياجات البيت، وعمري ما قصّرت في المسؤوليات.”
وأضاف أن التعبير عن الحب ليس من أولوياته، وأنه يعتبر أن “الأفعال أهم من الأقوال”، في إشارة إلى قيامه بتأمين بيت وأمان مادي لزوجته.
القانون في صف العاطفة
من المعروف أن قانون الأحوال الشخصية في حالات الخُلع لا يلزم الزوجة بإثبات الضرر، بل يكفيها أن تعلن كرهها للحياة مع زوجها وعدم قدرتها على الاستمرار. وهو ما أتاح للسيدة فرصة الدفاع عن حقها في حياة زوجية قائمة على المودة والرحمة، وليس فقط على الواجبات.
ظاهرة تستحق التوقف
قضية هذه السيدة تسلط الضوء على جانب مهم في العلاقات الزوجية، وهو أهمية المشاعر والتواصل العاطفي، فالحياة الزوجية لا تقوم فقط على المال والمسؤوليات، بل تتطلب دفئًا، وحوارًا، واحتواءً. فكم من بيوت تنهار في صمت، ليس بسبب الخيانة أو العنف، بل بسبب “البرود العاطفي” وغياب الحب المتبادل.