ماهي المدة الشرعية لابتعاد الزوج عن زوجته؟

يُعتبر الزواج ميثاقًا غليظًا يقوم على المودة والرحمة، لكن قد تفرض بعض الظروف على الزوج الابتعاد عن زوجته لفترات طويلة، سواء بسبب العمل أو السفر أو لأسباب أخرى.
وهنا يطرح التساؤل: ما المدة الشرعية التي يجوز فيها للزوج أن يبتعد عن زوجته دون أن يكون ذلك ظلمًا لها؟
التشريع الإسلامي والمدة الشرعية
حدد الفقهاء استنادًا إلى القرآن الكريم والسنة النبوية أن المدة الشرعية لغياب الزوج عن زوجته دون رضاها لا يجب أن تتجاوز أربعة أشهر، استنادًا إلى قوله تعالى:”لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ” (البقرة: 226).
وهذا يعني أن الزوج إذا امتنع عن زوجته قاصدًا الإضرار بها، فإن للمرأة الحق بعد هذه المدة في المطالبة بحقوقها، سواء بالصلح أو بالطلاق.
كما يُروى عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سأل ابنته حفصة عن قدرة المرأة على الصبر على غياب زوجها، فقالت: “أربعة أشهر إلى ستة”، فحدد عمر بناءً على ذلك المدة القصوى التي يُسمح بها لجنود المسلمين بالبقاء بعيدين عن زوجاتهم.
الواقع المعاصر والتحديات
في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، يضطر الكثير من الأزواج إلى السفر لفترات طويلة للعمل، وقد تصل هذه الفترات إلى سنوات، مما يخلق تحديات كبيرة للعلاقة الزوجية.
في هذه الحالات، يؤكد العلماء أن المعيار الأساسي هو رضا الزوجة وقدرتها على التحمل. فإذا شعرت الزوجة بالضرر النفسي أو العاطفي نتيجة الغياب الطويل، فلها الحق في طلب الطلاق أو إيجاد حلول تضمن استقرار الأسرة.
رأي القانون
في بعض الدول، تحدد القوانين مدة معينة لغياب الزوج، فإذا تجاوزها دون عذر مقبول، يحق للزوجة طلب الطلاق للضرر. وتختلف هذه المدة من بلد إلى آخر، لكنها غالبًا ما تتراوح بين 6 أشهر إلى سنة.