محمود سليم يكتب: غيرة المرأة بين الفطرة والتوازن العاطفي
الغيرة شعور إنساني طبيعي، لكنها قد تتحول إلى مشكلة تؤثر على العلاقات الاجتماعية والعاطفية إذا زادت عن حدها.
وتعد غيرة المرأة من أكثر المواضيع التي تُناقش في العلاقات الزوجية والعاطفية، حيث تتفاوت درجاتها بين الغيرة الطبيعية التي تعكس الحب والاهتمام، والغيرة المرضية التي تؤدي إلى الشك والتوتر، فكيف يمكن التحكم في هذا الشعور؟ وما هي طرق علاج الغيرة الزائدة؟
تعود الغيرة إلى عدة عوامل نفسية واجتماعية، منها: “الخوف من الفقدان، و تخشى المرأة فقدان شريكها أو شعورها بأنه لم يعد يهتم بها كما كان في السابق، وقلة الثقة بالنفس، و عندما تشعر المرأة بعدم الأمان أو بعدم كفايتها لشريكها، تزداد غيرتها بشكل مفرط، وكذلك التجارب السابقة، وقد تكون هناك تجارب سابقة في الخيانة أو الإهمال، مما يجعلها أكثر حساسية تجاه أي تصرفات قد تُفسَّر على أنها تهديد للعلاقة.
ولا ننسى التأثيرات المجتمعية والثقافية في الغيرة، وفي بعض المجتمعات، يتم تضخيم الغيرة باعتبارها دليلًا على الحب، مما قد يؤدي إلى ممارسات غير صحية.
متى تصبح الغيرة مشكلة؟
الغيرة الطبيعية تعكس الاهتمام والرغبة في الحفاظ على العلاقة، ولكنها تصبح مشكلة عندما تتحول إلى شك دائم دون أدلة واضحة، وتؤدي إلى فرض قيود غير مبررة على الطرف الآخر، وتؤثر على الصحة النفسية وتسبب القلق والاكتئاب، وتتسبب في مشكلات متكررة تهدد استقرار العلاقة.
طرق علاج الغيرة:
لحل مشكلة الغيرة المفرطة، يجب اتباع بعض الخطوات، منها تعزيز الثقة بالنفس، وهنا يجب على المرأة أن تدرك قيمتها وأن تعمل على تطوير نفسها من خلال تحقيق أهدافها الشخصية والمهنية، والحوار المفتوح والشفاف يساعد على تبديد الشكوك وتقوية العلاقة، ومن المهم التمييز بين الواقع والمبالغات التي قد يخلقها الخيال، وذلك الابتعاد عن المقارنات، حيث أن مقارنة النفس بالآخرين، سواء في الشكل أو العلاقات، تزيد من مشاعر الغيرة السلبية.
ويساعد الانشغال بالهوايات والأنشطة المفيدة، منها ممارسة الرياضة أو تعلم مهارات جديدة على تقليل التركيز على المخاوف غير المبررة، وطلب المساعدة عند الحاجة، وفي حال كانت الغيرة تسبب أزمات حقيقية، قد يكون من المفيد استشارة مختص نفسي للمساعدة في التحكم في المشاعر.
وختاما، الغيرة شعور طبيعي يمكن أن يكون صحيًا إذا ظل في حدوده المعقولة، ولكن عندما يتحول إلى هوس يؤدي إلى تدمير العلاقات، يجب البحث عن حلول لضبطه. تحقيق التوازن بين الحب والثقة هو مفتاح العلاقة السليمة، فليس المطلوب إلغاء الغيرة تمامًا، بل التحكم فيها حتى لا تصبح مصدر قلق دائم.
