محمود سليم يكتب: مصرية على خطى عباس بن فرناس
لم يكن التاريخ وحده هو من ظلمهن، لكن الإعلام أيضًا كان له دور في وضعهن خلف الستارة، ليحجب عنهن ضوء شمس المعارف التي تضيء للباحثين الطريق ليفحصوا وليمحصوا عن دور المرأة عبر التاريخ.
نعم دور المرأة..وأي دور كان للمرأة بين سطور التاريخ المفعمة بالأحداث والانتصارات..حقًا إنه دور عظيم أنار لهن دورب إثبات الذات وتحقيق المطالب، من بين هؤلاء النساء سيدة عزمت ألا تعود من نضالها إلا بتحقيق انتصارات كبيرة، وكان الهدف، فجعلت التاريخ يفخر بها وترفع راية مصر عالية بين العالمين.
عن لطيفة النادي ابنة الإسكندرية أتحدث، لم تكن مجرد امرأة، بل أيقونة مصرية فتحت للنضال بابًا واسعًا كان مغلقا أمام النساء من بني جيلها وهو ما جعلها رمزا يلهم ليس النساء فقط، وكذلك الرجال على حد سواء.
لطيفة النادي، تعتبر امرأة لقبت بأول كابتن طيار مصرية، منذ طفولتها وهي تعشق الطيران وهو ما جعلها توهم والدها بأنها تأخذ دروس تقوية في بعض المواد حتى تجبر والدها على إعطائها المال، لكنها كانت تستغل تلك الأموال في دراسة الطيران، ولم علم والدها بأنها تدرس الطيران منع عنها المال، ولم تجد النادي سبيلا في مواصلة دروسها إلى بالعمل، فعملت كموظفة استقبال في مطار القاهرة حتى تستطيع توفير نفقات دروس تعلم الطيران.
لم تكن المراة يومًا عاجزة، فتقلدت مناصب كبيرة كانت للرجال وحققت فيها أعلى درجات النجاح والتفوق، والأمثلة على ذلك كثيرة، واصرار لطيفة النادي على تحقيق حلمها جعلها تحصل على رخصة الطيران وهي أعلى هدف يمكن تحقيقه في هذا المجال وهي في سن 36عاما، لتحقق بذلك حلمها بالطيران بمفردها بين القاهرة والإسكندرية في سباق استطاعت أن تحتل فيه المركز الأول، وكأنها عباس بن فرناس الذي اشتهر بمحاولته الطيران.
هدى شعراوي رائدة الحركة النسوية المصرية، قادت حملة لجمع المال لـ”لطيفة النادي” لشراء طائرة لها لتحقي بها في جميع أنحاء العالم، وتحقق الحلم على أيدي هدى شعراوي، وجاءت الطائرة، وقادتها لطيفة النادي” مصطحبة والدها في رحلة فوق أهرامات الجيزة، وهو ما جعل والد النادي أكبر المشجعين لها.
لم تكن تلك الكلمات مجرد سرد لشخصية تاريخية عظيمة استطاعت أن تجعل لنفسها موطىء قدم بين النساء، لكن العبرة منها هي” كيف للمرأة أن تصبح بإصرارها ليس فقط نصف المجتمع بل المجتمع كله”.