مي الجعلي تكتب: طقوس العيد بين الأصالة والحداثة
رغم أن الاحتفال بعيد الفطر 3 أيام بلياليهم، إلا أننا في مصر اعتدنا اختزال بهجة العيد في ليلته ويومه الأول، فما بين التجمع حول التلفاز لرؤية الهلال، الذي تعلن رؤيته دار الإفتاء إلى أطباق الكحك والبسكوت التي تتراص بجانب السوداني والترمس في لفتة نادرة لا نراها إلا في هذه المناسبة المباركة.
العيد فرحة في معظم الأحوال، ولكن فرحة زمان كانت أحلى ولها مذاق مختلف.
روائح الكحك والبسكويت
حين تتجمع الجارات، ويعلو في البيت ضجيج العجين وتفتح الأبواب على إتساعها ، يترجم في الأذهان اقتراب العيد ، فتأتي كل جارة أو سلفة ومعها أدواتها والدقيق والسمن والبيض والعجوة لعمل كحك وبسكوت العيد، وربما بعض العيش أيضًا فالفرن موقدة طوال اليوم.
اليوم ومع انتشار الأفران على مستوى الجمهورية ونزول النساء للعمل، تلجأ الكثيرات إلى المخبوزات الجاهزة، وهو ما أخذ طعم اللمة والبهجة بعيداً.
الرسائل النصية
كان خلال السنوات القليلة الماضية، مع إعلان رؤية الهلال والتأكيد على أن العيد قد حان، يعلو الصوت الشهير للرسائل النصية، والتي كان يتم الشحن لها بـ 5 جنيهات كاملة لتهنئة الأهل والأقارب والأحباب.
واليوم ومع غزو السوشيال ميديا كل بيت أختلف الأمر فيه تماما، واصبحت التهاني تأتي عبر منشور عام على «الفيس لوك»، يتم الإشارة فيه للجميع كتهنئة جماعية باردة المشاعر بقدوم العيد.
لمة العائلة والعيدية
في الماضي كنا ننتظر العيد بشغف، اشتياقًا للمة العائلة، فبعد صلاة العيد، نخلع العباءة ونرتدي لبس العيد الزاهي، ونجهز لرحلة العيد، والتي تبدأ في المقام الأوائل ببيت الجدة والجدة للأب ثم الجد والجدة للأم مرورًا بزيارة عائلية نمحو بها الخلافات ونبادل التهاني واعطاء العيديات للأطفال.
أما اليوم فقد تغيرت الأوضاع كثيرًا، مع تشتت العائلات في بقاع المدن بحثًا عن لقمة العيش التي فرقت اللمة وذهبت معها بهجة العيد.
في النهاية..رغم أن بعض مظاهر الاحتفال بالعيد قد تغيرت مع مرور الزمن، إلا أن ذكريات الماضي لا تزال حاضرة في وجدان الكثيرين.
ويبقى العيد مناسبة مميزة للتواصل والتقارب بين أفراد العائلة، ونشر البهجة والسعادة في المجتمع بأية وسيلة كانت.