رأيك

هاجر حسني تكتب: النجاح في ما اختاره الله لي

بقلم – المحامية هاجر محمد حسني

رحلتي مع الحياة لم تكن سهلة، فقد بدأت في الثانوية العامة بطموحات كبيرة وحلم واضح بدخول كلية الإعلام. كنت أرغب في أن أصبح صحفية، أن أنقل الحقائق وأروي قصص الناس. لكن الله كان له تدبير مختلف.


بعد امتحان اللغة العربية، شعرت برغبة داخلية في أن أصبح معلمة جغرافيا وتاريخ. تلك المواد كانت دائمًا قريبة من قلبي، شعرت بأنها تحمل الكثير من الجمال والعلم. ربما كان السبب هو إحساسي بأن مجموعي قد لا يسمح لي بدخول كلية الإعلام، لكنني كنت دائماً أحب التدريس والصحافة.


لم أكن أتخيل أنني في يوم من الأيام سأصبح محامية، وأدافع عن الحقوق بكل هذه القوة. دخلت كلية الحقوق بعد إرادة الله، وشعرت بالامتنان لهذه الفرصة الجديدة. في ذلك الوقت، كنت أعمل كمعلمة في حضانة، وأقدم دروسًا خصوصية لطلاب الابتدائية والإعدادية. شعرت بالفخر حين رأيت تقدير الطلاب وأهاليهم، ومديرتي التي كانت دائمًا تدعمني.


تعلمت من خلال هذه التجربة أن العلم والعمل والنجاح لا علاقة لهم بالكلية التي يلتحق بها الإنسان، بل بالتفاني والاجتهاد. استمريت في التدريس، وكان الله كريم معي حين رزقني بفرصة لنشر كتاباتي بمساعدة أحد الصحفيين، وهو ما سمح لي بتغطية العديد من الفعاليات، مثل مهرجان الهند والمهرجانات الفندقية داخل مصر.


بعد ذلك، وجدت في دراسة القانون متعة كبيرة، وقررت أن أساعد زملائي في شرح المواد القانونية مجاناً. انضممت إلى اتحاد المحامين، وبدأت أعشق المهنة تدريجياً. بعد التخرج، أصبحت أصغر محامية تحصل على كارنيه المحاماة بسرعة، وكأن الله أراد أن يرسل لي رسالة بأن الخير دائماً في ما يختاره لي.


اليوم، أصبحت المحاماة مصدر رزقي الأساسي، وهي مهنة أعتز بها كثيراً. إلى جانب ذلك، احتفظت بهواياتي التي كانت دائماً جزءاً من حياتي، مثل التدريس، الكتابة، القراءة، والرسم. كانت تلك الهوايات تملأ حياتي بالسعادة، وكنت أظن أنها قد تكون مهنة، لكنها كانت وسيلة للاستمتاع بالحياة.


أشكر أبي وأمي من أعماق قلبي على تربيتهما ودعمهما لي في تحقيق أحلامي. الحمد لله على نعمة العائلة التي كانت دائماً بجانبي في كل خطوة نحو النجاح.


الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى