هي والمحكمه

10 سنوات من المعاناة تنتهي بدعوى خُلع

لم تكن “منى” تتخيل أن عشر سنوات من الزواج ستتحول إلى سنوات من الهم والشقاء، تقاسم فيها الألم مع ضغوط من كل الجهات  من عائلتها وعائلة زوجها  حتى وجدت نفسها تدفع ثمنًا باهظًا لاستمرار علاقة فقدت فيها الأمان والكرامة.

في النهاية، لم تجد منى مفرًا سوى حمل طفلتيها واللجوء إلى محكمة الأسرة، بعد أن تعرضت لواقعة عنف منزلي كادت أن تودي بحياتها، بحسب قولها. وقفت في طابور الانتظار، مرهقة ومجروحة، تبحث عن بصيص عدالة يعيد لها شيئًا من حقوقها المهدورة.

“بيت العيلة دمر حياتي”

تحكي “منى” قصتها لـ”الوطن” وهي تجلس على عتبة المحكمة، تحتضن طفلتيها المنهكتين اللتين غلبهما النوم على درجات السلم. جسدها المنهك وكدماتها وذراعها المكسور كانت كافية لسرد ما تعرضت له من اعتداء قاسٍ، لكنها رغم الألم وجدت في الحديث متنفسًا.

قالت منى:
“دلوقتي بس عرفت إن التنازل عن حقوقي كان غلطة كبيرة. رضيت بيه وبظروفه، ووافقت أعيش معاه في بيت عيلته عشان ظروفه المادية، رغم إن الكل نصحني وقتها. لكن هو استغل حبي وسكوتي، وسابني أواجه كل شيء لوحدي”.

العنف.. القشة التي قصمت ظهر العلاقة

لم تكن المشاكل وليدة اللحظة، بل تراكمات سنوات طويلة من تجاهل زوجها لمشاعرها، وانحيازه الدائم لأسرته على حسابها. لكن ما لا يُغتفر – كما تقول – هو اعتداؤه الأخير عليها بالضرب المبرح، والذي تركها بجروح جسدية ونفسية، وأكد لها أن الاستمرار لم يعد خيارًا.

“ضربني بدون رحمة، قدام بناتي، لسبب تافه. حسيت وقتها إن حياتي بتخلص، وإن العشرة اللي بينا انتهت من زمان. قررت أخلع نفسي منه، وأحمي بناتي من المصير اللي كنت ماشية له”.

وتوضح منى أنها لم تجد دعمًا من أي من العائلتين:
“أهلي قالولي استحملي، وناس من عيلته قالولي ده راجل وبيغلط، استحملي عشان ولادك. لكن أنا بقيت خايفة أنام في نفس البيت، وبناتي يتعودوا على إن العنف ده طبيعي”.

في انتظار الإنصاف

اليوم، تنتظر منى حكم المحكمة، آملة في إنهاء هذه المرحلة المؤلمة من حياتها، وبداية حياة جديدة تضمن فيها الأمان لها ولطفلتيها.
“أنا مش طالبة غير الأمان، وبناتي يكبروا في بيت هادي، بعيد عن الصوت العالي والإهانة. اللي حصل كسرني، بس علمّني إني لازم أقف على رجلي، عشان نفسي وعشانهم”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى