37 شهرًا من المعاناة.. قصة جنات مع الزواج القاسي والهرب إلى محكمة الأسرة

جفت عيناها من كثرة الدموع، ولم تعد تحتمل ليالي الحزن المتكررة التي باتت تتكرر يومًا بعد يوم، بعدما عاشت 37 شهرًا من المعاناة والقهر والخيانة من شخص ظنت أنه سندها وظهرها. كانت قصتها مع زوجها قد تصل إلى مدونة كاملة، انتهت بفصلها الأخير أمام محكمة الأسرة في مصر الجديدة.
وقفت جنات أمام المحكمة مرتدية بنطال جينز وقميصًا أبيض، ووجهها المنهك الذي طالته آثار الحزن، مع عيون مخفية خلف نظارة شمسية سوداء وصوت مبحوح نابع من الليالي التي قضتها تبكي على وسادتها. تحدثت ببساطة قائلة: «كل ما عانيت منه رويتُه لربي، وحكيت له عن الظلم الذي تعرضت له، فهو شاهد على كل شيء».
بدأت قصة جنات قبل خمس سنوات، حين أتمت السادسة والعشرين من عمرها، وتقدم لها رجل أعمال يمتلك شركة لقطع غيار السيارات. وافقت الأسرة على الزواج، خصوصًا أنها كانت يتيمة الأب والأم. لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى توفي والدها بعد خطوبتها بـ 11 يومًا، وانتظرت عامًا كاملاً حتى تزوجت ذلك الرجل الذي بالكاد نطقت اسمه، واصفة إياه بـ «لا هو رجل ولا يشبه الرجل».
روت جنات قصتها كاملة قائلة: «بعد الزواج توفيت والدتي وأصبحت وحيدة، فكان الخال والعم لا يزورونني إلا عندما يريدون المال. صديقة العمر أقامت علاقة مع زوجي، وبعد اكتشافي للأمر، لم يكن أمامي خيار سوى الاستمرار لأنني لم أجد ملاذًا آخر». استمرت سنوات الزواج شاهدة فيها أشكالًا متعددة من الخيانة، حتى علمت بزواجه العرفي من سيدة خليجية.
كانت السيدة تحضر إجازة قصيرة كل ثلاثة أشهر، وفي تلك الفترات كنت أعيش في وهم أن زوجي مسافر لأعماله في إحدى المحافظات، حتى انكشف الأمر وتحولت الحياة من خيانة إلى اعتداء جسدي ولفظي. علم زوجها بأنها وحيدة بلا سند، فزاد قسوته وإساءته لها في كل لحظة، حتى كرهت حياتها وأيامها.
لم يعد أمامها سوى خيار الرحيل، فكرت فيه كثيرًا، وقالت: «كانت الصلاة هي التي تمنعني في اللحظات الأخيرة، وإيماني كان يقودني بعيدًا عن هذه الأفكار». حتى استجمعت قواها أخيرًا ولجأت إلى محكمة الأسرة، طالبة الخلع من ذلك الزوج الذي حول حياتها إلى مأساة، هاربة من تلك الحياة التي قضت فيها أيامها بألم لا ينتهي.