تفاصيل… حليب البقر الخيار الكلاسيكي والأكثر كثافة بالمغذيات

حليب البقر التقليدي، الذي كان عنصرًا غذائيًا أساسيًا لآلاف السنين، أصبح الآن في منافسة مع الحليب البديل مثل حليب الشوفان وحليب المكسرات، الذي يحظى بشعبية كبيرة بين الأشخاص الذين يفضلون الخيارات الصحية أو الذين لا يتحملون اللاكتوز.
بعض أنواع الحليب البديلة، مثل حليب اللوز، تحتوي على مستويات عالية من الكالسيوم المفيد للعظام ولكنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء في عملية إنتاجها، بينما يعد حليب الشوفان خيارًا منخفض التأثير البيئي لكنه قد يسبب زيادة في مستوى السكر في الدم.
في الآونة الأخيرة، ظهر اتجاه آخر يتمثل في شرب الحليب غير المبستر أو الخام، وهو حليب لم يتم تعريضه لعملية البسترة التي تهدف إلى قتل البكتيريا الضارة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، مما يجعله أكثر عرضة للمخاطر الصحية.
بالمجمل، تبقى الطريقة المثلى لاختيار نوع الحليب المناسب للمستهلك هي أمر شخصي يعتمد على تفضيلات الفرد واحتياجاته الصحية.
حليب البقر
يعتبر حليب البقر الخيار الكلاسيكي والأكثر كثافة بالمغذيات بين أنواع الحليب المختلفة. فهو يوفر حوالي 8 جرامات من البروتين لكل كوب (8 أونصات) ويمد الجسم بـ 30% من الاحتياجات اليومية من الكالسيوم، إضافة إلى الفوسفور وفيتامين ب2، مما يعزز صحة العظام ويوفر الطاقة.
يتوفر حليب البقر بعدة أنواع مثل كامل الدسم، قليل الدسم، ومنزوع الدسم، وله فوائد صحية عديدة. فقد أظهرت دراسة في بولندا أن استهلاك الحليب بانتظام في سنوات الطفولة يرتبط بكثافة عظام أفضل في مرحلة البلوغ.
كما أن محتوى البروتين العالي يساعد على الشعور بالشبع، مما يعد فائدة كبيرة للحفاظ على صحة العظام، كما وجد أن النساء اللواتي يتبعن نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتين يكن أكثر عرضة للحفاظ على كثافة عظام صحية.
حليب البقر يحتوي أيضًا على البوتاسيوم والمغنيسيوم، اللذين يسهمان في تقليل خطر السكتات الدماغية.
ومع ذلك، لا تخلو فوائد حليب البقر من بعض المخاطر. فقد أظهرت بعض الدراسات أن استهلاك كميات كبيرة من منتجات الألبان قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان، و لذلك، يفضل استهلاك حليب البقر باعتدال. كما أظهرت دراسة من جامعة هارفارد أن شرب كميات كبيرة من الحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم قد يرتبط بزيادة طفيف في خطر الوفاة من جميع الأسباب وزيادة مخاطر الإصابة بمشاكل صحية في القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى أنواع معينة من السرطان مثل سرطان الرئة والمبيض والبروستاتا.
كما أن حليب البقر ليس مناسبًا للجميع. إذ يعاني ما بين 30 و50 مليون أمريكي من عدم تحمل اللاكتوز، وهو السكر الموجود في الحليب.
يعاني هؤلاء الأفراد من نقص في إنزيم اللاكتاز الضروري لهضم اللاكتوز. لحسن الحظ، أدى ذلك إلى زيادة تنوع الخيارات البديلة مثل حليب الشوفان والمكسرات، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة.