مي الجعلي تكتب: خصوصية الأنثى في مصر.. سالب متر مربع
“خصوصية الأنثى” هو مصطلح شهير، ولكنه غير موجود كحال السهل الممتنع، فالعيون التي حشرت نفسها في حياتك دون استضافة كثيرة للأسف، منها ما جلب نفسه بحب ومنها ما كان الفضول هو دافعه الأول.
منذ نعومة اظافرك كانت طنط سوسو الحشرية حاضرة في كل الأجواء، بداية من النصائج التي تلقى في إذنك وأذن القائمين على تربيتك، حتى عندما كبرتي وتزوجتي كانت حاضرة بمختلف الاشكال في حياتك.
فمن نصائح الزواج والتربية وهنا حدثي ولا حرج.. رأيها المتحاذق الذي ينم عن خبرة في كل ما يحدث في حياتك، والذي تقدمه دون طلب وأنما بحب وعليكي أن تتقبله بفرحة من جهتكِ.
بعيدًا عن الثرثرة النسائية.. الخصوصية غير المحدودة تتكشف بقوة من أول خروجك من باب المنزل لتجدي العيون المتلصصة تلاحقك مع أول خطواتك في الشارع، وعندما كنت سعيدة الحظ ستعبرين دون تعليق مستفز من أي منهن أو منهم.
وإذا كنتي من سعداء الحظ وحالفك الحظ وركبتي وسيلة نقل عام، فإنسي تلك الكلمة البغيضة، فنحن في الداخل نتكاتف حبًا ووئامًا مع استقبال المطبات، ويصل الحب إلى العناق بمعنى الكلمة في لقاء تلك العراقيل.
ولحضور الموبايل قصة أخري، فحشرية التلصص على المكالمات وعلى الشات وما تشاهدينه من فيديوهات هو فرض من فروض الخروج، وإذا لم تتقبلي وأعلنتي تأففك وجدتي الاعتراض برفعة حاجب وكأنه ينطق..” مالك يا حبيبتشي زعلانة لييه”.
وياويلتي إذا كنتي من الجميلات ورغبت في السؤال عن وجهة ما.. فستجدي الإجابات تُلقى في وجهك من كل صوب دون علم، وعليكي في النهاية أن تحلي ذلك اللغز وحدك في الشارع المصري الذي لا يعترف بخصوصية المرأة ولا الرجل إحقاقا للحق.