رأيك

مي الجعلي تكتب: من فيروز إلى أم حزومبل.. رحلة تحولات المرأة

في الماضي البعيد، كانت هناك فتاة تُدعى فيروز، أو ربما هنا، أو مي، أو حتى سعاد. كانت شابة تحلم بالحياة والحرية، واسمها كان يُنطق كأنه سيمفونية تعزف على أوتار القلب.

كانت كل واحدة منهن تجسد أحلامًا وردية عن المستقبل المشرق، وفيروز تعني الحب والنغمة، وهنا يعني السعادة، ومي يعني الرقة، وسعاد؟ بلاش نتكلم عن معنى اسم سعاد، لأنها كانت مقتنعة أنها “سعيدة” لحد ما!ثم جاء الجواز، الباب الكبير اللي بيدخله الناس باسمهم ويخرجوا منه بحاجة تانية تمامًا.

في اللحظة اللي بترمي فيها الدبلة في جيب جوزها للمرة الأولى وتفتح التلاجة تدور على حاجة تحلي، تكتشف إن كل حاجة اتغيرت..مرحلة “الجماعة”: حين تضيع الهوية أول ما الجواز يحصل، بتتغير الأمور تمامًا، والاسم اللي كان بينده بيه عليها خطيبها بحنية، بقى مجرد نغمة قديمة.. دلوقتي بقت “الجماعة”.. ليه بقى “الجماعة”؟ محدش عارف.

لكن واضح أن كلمة “الجماعة” دي جاية من دلالة إنك انضمّيتي لجروب جديد، فريق المهمات الصعبة: “فريق الستات المتجوزات اللي بيجروا طول اليوم عشان يخلصوا الهم اللي على راسهم”، واحدة من هنا تقرر إنها تشيل حاجات من على دماغها، تقول لجوزها: “إيه يا حبيبي، مش هتناديني باسمي زي زمان؟” فيرد عليها وهو في قمة التركيز في الماتش: “يا جماعة، مفيش ليمون في البيت ولا إيه؟” والاسم يضيع أكتر.

أم حزومبل: مرحلة النهاية (ولا لسه؟)بعد كام سنة، أو بالأحرى بعد أول طفل  اللي جت تسميه يوسف أو كريم أو حتى علي، بس جوزها قرر فجأة يسميه “حزومبل”،  تكتشف إن التحول الكامل حصل، وراحت “الجماعة” وجت “أم حزومبل”. .إيه ده؟ يعني في لحظة، تحولتي من “الجماعة” لأم حزومبل؟ آه، حصل!من هنا، الحياة بدأت تاخد منعطفها الساخر.

“يا أم حزومبل، الولد عايز ياكل.” و”أم حزومبل، فين البامبرز؟” حتى في السوبر ماركت، البائع بقي يناديها: “يا أم حزومبل، جبنالك العرض اللي بتحبيه.”إيه اللي حصل؟ فين فيروز وهنا ومي وسعاد؟ فين الأسماء الجميلة اللي كانت رمز الأنوثة؟ بقت من الماضي.

دلوقتي بقيتي في نظر الجميع بطلة الساحة، اللي اسمها متعلق باسم طفلها اللي مخلّي الدنيا كلها دايرة حواليه..صراع مع الذات: فيروز تتذكربعد كل ده، بتيجي لحظة في حياة “أم حزومبل” (آه، فيروز سابقًا) لما تقعد قدام المراية وتقول: “يا ترى فين راحت فيروز اللي كنت بحلم بيها؟” ممكن تضحك، لكن برضه بيطلع جوة الضحكة حسرة صغيرة: “يعني، حزومبل؟ مش كان ممكن حتى اسم أخف شوية؟”وبعدين، بترجع للواقع: “ماشي، أنا أم حزومبل دلوقتي. بس مش نهاية العالم!” وتحاول تقنع نفسها إن الاسم الجديد هو لقب فخر، وإنها دلوقتي عضو في نادي الأمهات الخارقين اللي حياتهم مليانة مغامرات بين الطناجر والحفاضات.النهاية السعيدة؟الحقيقة؟ مفيش نهاية سعيدة. بس فيه ضحكة.

ضحكة سخرية من التحول اللي حصل، ومن الطريقة اللي حياتك فيها اتغيرت من فتاة حالمة إلى أم حزومبل. بس على الأقل، دلوقتي “أم حزومبل” بقت أشهر من فيروز، وهنا، ومي، وسعاد. يعني، مهما كان الاسم، أنتِ بطلة القصة دي بلا منازع، حتى لو كان اسمك “أم حزومبل” بدلًا من “فيروز”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى