مصطفى مجدي يكتب:نساء لكن مقاومات
يزخر تاريخ منطقتنا الحديث بالبطولات و الأبطال المدافعين عن أراضيهم و شعوبهم ضد الأستعمار و الأحتلال و لكننا سنتحدث علي وجه الخصوص عن بعض الأبطال من النساء المقاومات الفدائيات الذين خلدوا كفاحهم في سجلات التاريخ المشرف الذي يثبت أن الزود عن الوطن لا يعرف فرق بين رجل و امرأة حيث في أوقات الشدة يهب الجميع لنداء الواجب ، و نذكر من هذة البطولات و البطلات :-
زينب كفراوي
واحدة من المقاومات المصريات، كانت أول سيدة تنضم للمقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثى على بورسعيد ولم تتجاوز حينها 15 عاما، وبدأ نضالها بتوزيع منشورات حث على مقاومة الاحتلال، شاركت فى مواجهة العدوان الثلاثى علي المدينة الباسلة، كالمساعدة فى إخفاء الضابط البريطانى “مير هاوس”، ابن عمة ملكة بريطانيا .
والدها كان يعمل بقسم شرطة العرب ببورسعيد و دعمها للأنضمام لأحد المسكرات لتلقى التدريب قبل الانضمام لصفوف الفدائيين، ساهمت هى لأبيها فى إخفاء مستندات سرية تخص قسم الشرطة حتى لا يتمكن الإنجليز من الوصول إليها.
نجحت فى إيصال الأسلحة للفدائيين ، ووزعت المنشورات وشاركت فى حملة لجمع التبرعات من المواطنين لتسليح الجيش المصرى، تحت شعار “سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشانى وعلشانك”، تدربت على حمل السلاح قبل الحرب والعدوان، هى وزملائها الطالبات فى مدرسة المعلمين، حيث كانت من الحرس الوطنى فى معهد المعلمات فى مدينة بورسعيد .
جميلة بوحريد
من أشهر المناضلات العرب، بدأت نضالها ضد الفرنسيين وهي أبنة العشرين من عمرها، حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية لمقاومة الاحتلال الفرنسي في عام 1954 ثم التحقت بصفوف الفدائيين، وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طرق قوات الأستعمار الفرنسي.
تم أسرها عام 1957 بعدما أصيبت برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها، لتبدأ رحلة تعذيب قاسية ، وقالت حينها جملتها الشهيرة : “أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة” وبعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها . حكم عليها بالأعدام بشكل سري عام 1958 لكن تم تأجيل التنفيذ ثم عدل إلي سجن مدي الحياة ،حتي خرجت من السجن بعد تحرير الجزائر .
الشهيدة دلال المغربي
هي أحد أشهر المناضلات الفلسطينيات ولدت عام 1958 في مخيم لجوء في بيروت وهي من عائلة نشأت بمدينة يافا حيث لجأت إلى لبنان بعد حرب 1948 ، انضمت الى حركات التحرر الفلسطينية باكراً حيث تلقت عدة دورات عسكرية ودروسا في حرب العصابات و التدريب علي أستخدام السلاح ، كان اغتيال بعض القادة الفلسطينيين منهم كمال عدوان عام 1973 أثر شديد و رغبة في الرد جعلها تشارك بعملية 11 مارس 1978، حيث نجحت دلال مع مجموعتها الوصول إلى تل أبيب و الإستيلاء على حافلة إسرائيلية تقل جنودا، و وقع اشتباك بين الفدائيين والجنود ما أسفر إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف جيش الأحتلال ، و مع أشتداد حصار الحافلة قامت دلال بتفجير الحافلة بكل من فيها.