علاقات زوجية

كيف تحمي أبنائك من صدمات الحب في فترة المراهقة؟.. أخصائي نفسي يكشف السر للأمهات والآباء (خاص لمولاتي)

حوار – آية عادل

كثيرًأ ما يعاني الآباء والأمهات في فترة المراهقة مع أبنائهم حيث يواجهون الكثير من التخبطات والتحديات العاطفية التي تؤثر على حالتهم النفسية، نظرًا لعدم استعدادهم لتلقي أي صدمة عاطفية في هذا السن الحرج.

الحب في فترة المراهقة عبارة عن عالم معقد ومليء بالتجارب

وحفاظًا على مشاعر الأبناء والفتيات خلال هذه المرحلة الحساسة من حياتهم، تواصل موقع “مولاتي” مع الأخصائي النفسي أحمد أمين استشاري العلاقات الأسرية والزوجية.

لتقديم أهم النصائح للآباء والأمهات لكي يحموا أبنائهم من صدما الحب في فترة المراهقة.

كيف تحمي أبنائك من صدمات الحب في فترة المراهقة؟

يصف أحمد أمين خلال حديثه مع “مولاتي” فترة المراهقة بإنها من أكثر المراحل تحديًا في حياة الإنسان.

حيث تتداخل فيها التحولات الجسدية والنفسية والاجتماعية بشكل معقد.

ومن بين أبرز التجارب التي يمر بها المراهقون هي تجربة الحب، التي تتسم بالشد والجذب، والتعقيد، والعمق.

ويتابع قائلًأ: “الحب في هذه المرحلة هو حجر الزاوية في بناء الهوية الشخصية واكتشاف الذات والعلاقات مع الآخرين، لكنه أيضًا يحمل في طياته الكثير من الصعوبات والتحديات”.

مفهوم الحب في فترة المراهقة

ويتطرق الأخصائي النفسي للحديث عن مفهوم الحب في فترة المراهقة قائلًا: “يتميز الحب في فترة المراهقة بالبحث عن التقدير والقبول من الأقران.

حيث يبدأ المراهقون في استكشاف مشاعرهم تجاه الجنس الآخر ويختبرون عواطفهم لأول مرة خارج دائرة الأسرة.

وعلى الرغم من أن مشاعر الحب قد تبدو فورية وعميقة، إلا أنها غالبًا ما تكون سطحية مقارنة بالحب في مراحل لاحقة من الحياة.

ففي هذه الفترة، يُنظر إلى الحب كحاجة للتجربة والتعلم أكثر من كونه ارتباطًا ناضجًا يستند إلى الفهم الكامل للمسؤولية والمشاعر”.

التغيرات العاطفية والجسدية

أما عن التغيرات العاطفية والجسدية، يقول أحمد أمين: “خلال مرحلة المراهقة، يتعرض الشخص لعديد من التغيرات الجسدية، مثل تطور الصفات الجنسية الثانوية، والتغيرات في المستوى الهرموني.

هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي ينظر بها المراهقون إلى أنفسهم وإلى الآخرين، وبالتالي على كيفية تعبيرهم عن الحب.

ويمكن أن يشعر المراهق بمشاعر حب مفرطة، أو قد يتعامل مع مشاعر غير مستقرة، وهذا يعود إلى التغيرات الهرمونية وعدم النضج العاطفي الكامل.

التحديات والمخاوف في فترة المراهقة

في الوقت نفسه، حذر استشاري العلاقات الآباء والأمهات خلال حديثه مع “مولاتي” من أكبر التحديات التي يواجهها أبنائهم المراهقون في الحب.

حيث يقول: “من أبرز تلك التحديات التعامل مع الانفصال أو خيبة الأمل”.

ويضيف:” ففي هذا العمر، تكون العلاقات العاطفية في أغلب الأحيان قصيرة الأمد وغير مستقرة.

مما يؤدي إلى مشاعر من الحزن أو حتى القلق الاجتماعي.

إضافة إلى ذلك، قد يشعر المراهقون بالتردد في التعبير عن مشاعرهم الحقيقية خوفًا من الرفض أو نظرة الآخرين لهم.

علاوة على ذلك، قد يُعاني المراهقون من صعوبة في التمييز بين مشاعر الحب الحقيقية والمشاعر العابرة

التي قد تكون مدفوعة بالميل الجسدي أو ضغوط الأقران.

كما أن فهم الحدود الشخصية واحترام الآخر قد يكونان تحديين كبيرين في هذه المرحلة.

أهمية الدعم الأسري والتوجيه

من جانبه، شدد أحمد أمين الأخصائي النفسي على دور الأسرة وأهيمة الدعم الأسري.

وكذلك توجيه الآباء والأمهات لأبنائهم في سن المراهقة الحرج لتخطي تلك المرحلة بأمان دون أي تأثيرات سلبية على حالتهم النفسية.

Troublesome young teenage boy scolded by parents

حيث يقول: “دور الأسرة في هذه المرحلة أمرًا حيويًا. إذ يمكن للوالدين أن يكونوا مرشدين للمراهقين، يساعدونهم في فهم مشاعرهم وتوجيههم نحو بناء علاقات صحية ومتوازنة.

وعلى الرغم من أن بعض المراهقين قد يشعرون بالخجل من التحدث عن مشاعرهم العاطفية مع الوالدين.

إلا أن وجود بيئة داعمة وملائمة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تكوينهم العاطفي.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

كما أشار إلى تأثير مواقع التواصل الإجتماعي في عصرنا الحديث على عقلية المراهقين فيما يتعلق بمشاعر الحب والإرتباط العاطفي.

قائلًا: “أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة المراهقين.

وقد يكون لها تأثير كبير على مفاهيمهم عن الحب.

فالمراهقون قد يتعرضون لضغوطات بشأن شكل العلاقة المثالية أو “الرومانسية” من خلال ما يرونه على منصات مثل إنستجرام أو تيك توك.

هذا قد يؤدي إلى تصورات غير واقعية حول الحب.

أو قد يعزز من الشعور بالضغط للمشاركة في علاقات قد تكون غير ناضجة أو غير صحية.

نظرة مستقبلية

وأردف أحمد أمين خلال حديثه مع “مولاتي”: “على الرغم من أن الحب في فترة المراهقة قد لا يكون دائمًا.

فإن هذه التجارب تلعب دورًا مهمًا في تشكيل فهمهم للعلاقات والارتباطات المستقبلية.

يكتسب المراهقون من خلال هذه العلاقات مهارات مهمة مثل التفاوض، والتواصل، وإدارة العواطف، التي ستساعدهم في المستقبل على بناء علاقات ناضجة وصحية.

وفي ختام حديثه أكد استشاري العلاقات على إن الحب في فترة المراهقة مرحلة من النمو والتعلم، مليئة بالتجارب التي تشكل الفهم العاطفي والإنساني للمراهق.

وعلى الرغم من التحديات التي قد تصاحب هذه التجارب، إلا أنها توفر فرصة لاكتشاف الذات وبناء الهوية الشخصية.

كما أن الدعم العاطفي والتوجيه الأسري يمكن أن يكون له دور حاسم في مساعدتهم على تجاوز هذه الفترة بنجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى