عودة قوية لمشروب غني بالعناصر الغذائية

يعد الحليب كامل الدسم من المصادر الغنية بالعناصر الغذائية، حيث يحتوي على كميات وفيرة من البروتين والكالسيوم، ما يجعله خيارًا غذائيًا مثاليًا للكثيرين، ورغم فوائده العديدة، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى بعض الآثار السلبية على الصحة.
عودة شعبية
لسنوات، تجنبت الكثير من العائلات – خاصة في الولايات المتحدة – شرب الحليب كامل الدسم، مكتفية باستخدامه في القهوة أو الحلويات، بسبب مخاوف تتعلق بمحتواه العالي من الدهون المشبعة. لكن في الفترة الأخيرة، بدأ هذا المشروب يشهد عودة قوية، مدعومة بموجة من الاهتمام على وسائل التواصل الاجتماعي.
على تطبيق تيك توك وحده، ظهرت ملايين المنشورات التي تروج لفوائد الحليب كامل الدسم. حتى في المدارس الأمريكية، بدأ الخبراء يدعون إلى التخلّي عن الحليب خالي أو قليل الدسم – والذي كان إلزاميًا تقديمه منذ عام 2012 – لصالح العودة إلى استخدام الحليب الكامل.
لماذا تجنبوه سابقًا؟
قبل الحرب العالمية الثانية، كان الحليب كامل الدسم هو الخيار المفضل في أمريكا. ومع تطور علم التغذية، بدأ يُعتقد أن الدهون المشبعة الموجودة فيه تُسبب ارتفاعًا في الكوليسترول الضار، مما يزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ومن هنا، بدأ الأشخاص المهتمون بفقدان الوزن أو الحفاظ على لياقتهم البدنية بالابتعاد عنه، وانتشرت بدائل الحليب قليلة وخالية الدسم.
تغير النظرة الطبية
لكن مؤخرًا، تغيرت وجهات النظر. يُجمع كثير من الأطباء الآن على أن الدهون الموجودة في الحليب كامل الدسم ضرورية، خاصة لنمو الأطفال في المراحل الأولى من حياتهم. ويوصى به للأطفال بين سن عام إلى عامين، حيث يساعد على النمو السليم وتطور الدماغ.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الدهون المشبعة في الألبان ليست كلها ضارة كما كان يُعتقد، وأن استهلاك الحليب كامل الدسم لا يُشكل خطرًا مباشرًا على صحة القلب والأوعية الدموية.
خيار ذكي للبالغين أيضًا
رغم أن الحليب كامل الدسم يحتوي على سعرات حرارية أعلى من الأنواع الأخرى، إلا أن نسبة الدهون فيه تعزز الإحساس بالشبع، ما يساعد على التحكم في الشهية، وقد يكون مفيدًا في إنقاص الوزن عند من يمارسون الرياضة بانتظام.
كما أن استبداله بالحليب قليل الدسم قد يؤدي إلى نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية في النظام الغذائي، ما قد يؤثر سلبًا على الصحة العامة.