«استشاري العلاقات الأسرية»: دور الأب لا ينتهي بعد الطلاق… بل يبدأ من جديد
أكد الدكتور أحمد أمين، استشاري العلاقات الأسرية، أن الطلاق يُعد من أكثر المواقف تعقيدًا في حياة الرجل، حيث لا تنحصر تداعياته في الجانب الشخصي فقط، بل تمتد لتؤثر بعمق على علاقته بأطفاله.
كيف يحافظ الأب على علاقته بأبنائه بعد الطلاق؟
شدد د. أمين على أهمية تعامل الأب مع هذه المرحلة بحكمة ومسؤولية، بما يضمن للأطفال الأمان النفسي والاستقرار العاطفي. وقال إن بعض الآباء يقعون في خطأ جسيم حين يربطون علاقتهم بأبنائهم بالخلافات مع الزوجة السابقة، مؤكدًا أن “مشاعر الأبوة يجب أن تبقى صافية وخالية من التوترات، لأن الأطفال يحتاجون إلى الحب والدعم غير المشروط من والدهم”.
وأوضح أن الحفاظ على تواصل دائم مع الأطفال واحترام الأم أمامهم، من أبرز العوامل التي تحميهم نفسيًا من آثار الطلاق. وأضاف: “حتى إذا لم يكن الأب يعيش معهم، يمكنه البقاء حاضرًا في حياتهم من خلال المكالمات، الرسائل، ومتابعة شؤونهم الدراسية واليومية”.
وأشار أمين إلى ضرورة التزام الأب بالوعود والمواعيد التي يقطعها على نفسه، قائلاً: “الوفاء بالوعد يغرس في الطفل الثقة ويعزز شعوره بالأمان، في حين أن التراجع عن الوعود يترك أثرًا سلبيًا قد يمتد لسنوات”.
تحذير من الزجّ بالأبناء في صراعات الكبار
وحذّر الدكتور أمين من استخدام الأطفال كأداة للضغط أو وسيلة للانتقام بين الزوجين، مؤكدًا أن “الزجّ بالأبناء في الخلافات يخلّف جراحًا نفسية يصعب شفاؤها”.
الحضور اليومي يصنع الفارق
ودعا الأب إلى التواجد الفعّال والمشاركة في تفاصيل حياة أبنائه، مثل متابعة دراستهم والاهتمام بهواياتهم وسؤالهم عن يومهم، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات تُعزز الروابط وتمنح الأطفال شعورًا بالحب والطمأنينة.
وفي ختام حديثه، وجّه د. أمين رسالة للآباء قائلاً: “تقبّل تغير دورك بعد الطلاق، لكن لا تتخلَّ عنه. فالأب الحقيقي لا يغيب، بل يجد دائمًا طريقة ليظل حاضرًا ومؤثرًا، وقدوة يُحتذى بها في أعين أطفاله”.