القولون العصبي والصداع.. علاقة خفية تستدعي الانتباه

بالنسبة لمرضى متلازمة القولون العصبي ، فإن التعايش مع الأعراض اليومية مثل الانتفاخ، والتقلصات، واضطرابات حركة الأمعاء يُعد أمرًا مرهقًا. لكن كثيرًا من المرضى يُلاحظون أيضًا شكوى أخرى متكررة وهي الصداع المفاجئ والمتكرر، ما يثير تساؤلات حول وجود علاقة بين الحالتين.
وبحسب ما أورده موقع OnlyMyHealth، يُوضح الدكتور مانجيش كيشافراو بوركار، استشاري أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى مانيبال في مدينة بوني الهندية، هذه العلاقة ويُقدّم نصائح للتعامل معها بفعالية.
ما هو القولون العصبي؟
القولون العصبي هو اضطراب شائع في الجهاز الهضمي يؤثر على الأمعاء الغليظة، ويتسبب في أعراض مثل ألم البطن، الانتفاخ، الإسهال، الإمساك، أو مزيج من كليهما.
ورغم أن السبب الدقيق للمتلازمة غير معروف، فإن هناك عدة محفزات شائعة تشمل: الضغط النفسي، تناول الأطعمة الحارة، والتغيرات الهرمونية.
تشير الدراسات إلى أن ما بين 10 إلى 23% من البالغين حول العالم يعانون من هذه الحالة.
هل هناك علاقة بين القولون العصبي والصداع؟
يؤكد الدكتور بوركار أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين القولون العصبي وأنواع معينة من الصداع، خاصةً صداع التوتر والصداع النصفي.
ويُرجع ذلك إلى أن القولون العصبي يُؤثر على ما يُعرف بمحور “الأمعاء – الدماغ”، وهو مسار الاتصال العصبي والهرموني بين الجهاز الهضمي والدماغ.
وأوضح:
“رغم أن أعراض القولون العصبي تتركز في الجهاز الهضمي، فإن الخلل في هذا المحور قد يؤدي أيضًا إلى أعراض خارج الأمعاء، مثل الصداع”.
ويُلاحظ أن نوبات الصداع لدى مرضى القولون العصبي غالبًا ما تتزامن مع نوبات التفاقم، والتي قد يُحفزها الضغط النفسي، قلة النوم، أو التهابات في الجهاز الهضمي.
كما أشار إلى أن تغيّرات في تركيبة البكتيريا المعوية قد تكون أحد الأسباب المشتركة وراء تفاقم أعراض القولون والصداع.
كيف تُدير الصداع الناتج عن القولون العصبي؟
يُوصي الدكتور بوركار باتباع نهج شامل ومتكامل يشمل العناية بصحة الأمعاء والعقل معًا، ومن أبرز النصائح:
1. مراقبة الأطعمة المحفزة وتجنّبها:
بعض الأطعمة قد تُسبب الصداع مثل المنتجات المصنعة، الألبان، الجلوتين، والكافيين.
الاحتفاظ بمذكرة يومية لتسجيل الأعراض يساعد في تحديد المحفزات بدقة.
2. السيطرة على التوتر:
الضغط النفسي عامل رئيسي في تفاقم كل من القولون العصبي والصداع. تقنيات مثل اليوغا، التنفس العميق، التأمل، أو العلاج النفسي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا.
3. الاهتمام بالعادات اليومية الصحية:
-
تناول الوجبات في مواعيد منتظمة
-
شرب كميات كافية من الماء
-
الحصول على نوم كافٍ وجيد
كلها خطوات مهمة للحفاظ على توازن الجهاز العصبي والهضمي.