الكاتبة ماما نيفين رجب تكتب: سلسلة حكايات جدو حمدي وأنة بثينة
القصة الثالثة…
(كوب العصير)
أثناء وجود بعض الطلبة فى الفسحة الدراسية لفت نظر “محمد” حجرة مغلقة ودائماً يراها هكذا فسأل باقى الأصدقاء هل يعلم أحدكم سر هذه الغرفة ؟ رد عليه رامى” هذه هى حجرة المكتبة الدراسية رد أحمد ولماذا لا ندخلها ودائما مغلقة قال محمد” طبعاً ليس عندى رد .. ولكن من الممكن أن نسأل المدرسة المشرفة ، وإتجه الجميع متجهين لأبلة سميرة” المسؤولة عن الأنشطة المدرسية .. وعند سؤالها ردت على الفور هذه غرفة المدرسة ولكن مازالت مغلقة منذ العديد من السنوات فقال ” أحمد ” هل ممكن أن ندخلها لنلقى نظرة عليها ونتفقدها من الداخل فقالت الأبلة “سميرة” لايمكن فتحها إلا بإذن من حضرة الناظرة “.
وأكدت الأبلة “سميرة” أنها متسخة كثيراً وبها غبار سنين الأعوام التى أغلقت فيها غرفة المكتبة فقال رامى” وما الحل ؟ ردت أبلة سميرة” هيا بنا نعرض هذا الأمر على أبلة الناظرة .. طرقوا على الباب وسمحت لهم حضرة الناظرة بالدخول وقالت وهى مندهشة ماذا بكم ؟ تفضلوا بالحديث هل يمكننى أن أقدم لكم أى خدمة وعندما شعرت منهم بالإحراج والخجل .. قالت تكلمى انتى يا أبلة سميرة .. فى إبتسامة بسيطة الأولاد تسألوا عن حجرة المكتبة ما السبب فى غلقها ويريدوا من حضرتك السماح لهم بدخولها ومشاهدتها من الداخل .. وهنا تشجع ” أحمد ” ورفع يده فأذنت له أبلة الناظرة ” بالتحدث .. لو أذنتى لنا هل يمكننا أن نقوم انا وزملائى بترتيب وتنظيف المكتبة لأن أبلة سميرة ” قالت لنا أن بها غبار السنين التى ظلت المكتبة مغلقة فيها ولانسطيع أن ندخلها إلا بإذن من حضرتك أنت أبلة الناظرة ” وهل كل الزملاء عندهم نفس الروح يا أحمد ؟ رفع رامى يده لو سمحت وأذنت حضرتك نكون جميعا فى غاية السعادة وقبل أن ينصرفوا قالت أبلة الناظرة ” ولكن حاولوا الحفاظ على الكتب وأحملوها برفق عند نقلها من الأرفف لتقوموا بالتنظيف .. وشئ أخر مهم جداً .. قال محمد ” تفضلى حضرتك ردت أبلة الناظرة ” لا تتناولوا أى مأكولات أو أى مشروبات فى حجرة المكتبة حتى لاتتسخ الكتب .
وقالت أبلة سميرة ” لاتقلقى حضرتك سأقوم بمتابعتهم والإشراف عليهم بإستمرار وقبل الإنصراف نادت أبلة الناظرة” على احمد ” أشكرك على هذه الروح يا أحمد ” أنت طالب بك مميزات قليلاً ما وجدتها على مر وجودى فى المدرسة وهنا فتحت لهم أبلة سميرة ” باب الغرفة والجميع اندهش والبعض قفز من الفرحة وإبتسم يالها من غرفة كبيرة .. قال محمد كنت أظنها صغيرة وليست بهذا الحجم ورد رامى” بالتأكيد بها عدد كبير من الكتب المتنوعة وأزاد أحمد ” هذا العمل الذى سنقوم به مفيد لكل طلبة المدرسة وفى نفس الوقت سيكون ممتع ومفيد لنا سلمت أبلة سميرة ” مفتاح المكتبة ل ل أحمد ” يوجد نسخة أخرى تحبوا أن يكون مع من منكم رد محمد ” لافرق بيننا ومد رامى ” يده وأخذ النسخة المتبقيه من أبلة سميرة” ودعت لهم أبلة سميرة ” بالتوفيق.
وقالوا بكل تفاؤل ” إن شاء الله نكون عند حسن ظن حضرتك ” وبدأ الجميع بتلميع الأرفف وقال أحمد ” سآتى بفراش المدرسة حتى يقوم بتنظيف الأرض وأضاف محمد ” وأنا سأقوم بفرز وترتيب كل نوع من الكتب على حدا و رامى ” قال وأنا سأكتب الفهرس حتى نستطيع معرفة عدد الكتب وهذا ييسر بعد ذلك منظومة إستعارة الكتب لكل الزملاء ، وبعد مرور عدة أيام دخل رامى ” حجرة المكتبة فى الصباح ولم يأتى أحد من الزملاء ففكر رامى ” أن يتناول وجبة الإفطار ومعها العصير اللذيذ ولكنه تذكر تحذير حضرة الناظرة ” وقال فى نفسه إن شاء الله سأنتبه وأنا اتناول طعامى جيدا حتى لا يقع اى شئ على الكتب وبالفعل وهو يتناول العصير دخل بسرعة فراش المدرسة… فحدثت المفاجأة وقع العصير على بعض الكتب وحاول تجفيف ماوقع من العصير على الكتب ولكن هذا محى بعض الأوراق وخاف رامى ” وأغلق الغرفة وإتجه إلى الفصل بعد الإنتهاء من موعد الفسحة الذى كان مقرر لكل الزملاء العمل فيه فى حجرة المكتبة كى لا يؤثر على يومهم الدراسي.. وبعد الانتهاء من اليوم الدراسي دخل محمد،، ليعمل فى المكتبة واكتشف العصير المسكوب على الكتب وفى نفس اللحظة دخلت أبله سميرة كعادتها لتشرف عليهم وتطمئن وعندما وجدت محمد طلبت منه أن يأتي معها إلى أبله الناظرة وعندما سألته قال لست أنا من سكب العصير على الكتب، ربما يكون أى شخص أخر ولكن لست أنا.
وعندما علم رامى بما حدث ذهب باكرا إلى المدرسة واعتذر لأبلة الناظرة عن عدم سمعه للكلام وأنه لم يتحمل خطأه ونتيجته فى الحال، وكان من المفروض أن يبلغ أبلة سميرة ما حدث منه، حتى ولو بدون قصد.. واعتذر لصديقه محمد على الخطأ الغير مقصود فى حقه ووعد أبلة الناظرة أنهم سيستكملوا تنظيم وترتيب باقى المكتبة مع باقى الزملاء.
وبعد مرور بضعة أيام انتهى انتهى الزملاء من عملهم فى المكتبة، وشكرتهم أبلة الناظرة وأبلة سميرة فى طابور المدرسة الصباحى، على المجهود الرائع وقوة العزيمة وأعطت كلا منهم هدية رمزية وشهادة تقدير، وشكرتهم أيضا على وفائهم وصدقاتهم بعضهم لبعض.
واعتذر مرة أخرى رامى لصديقه محمد لما بدر منه، وأنه لم يتأخر فى الذهاب لحضرة الناظرة ليعترف بما صدر منه.
فقال محمد لا شكر على واجب وهذه أمانة، ويجب أن يعترف كل إنسان بخطئه، وخصوصا لو أن هذا سيؤدى إلى ظلم أى شخص بلا سبب.