حكم الشرع في “فتح المندل” وقراءة الفنجان.. وتأثير الدجل على الصحة النفسية
كتب-آية عادل
يواصل مسلسل “لحظة غضب” بطولة النجمة صبا مبارك، تصدر تريندات مواقع التواصل الإجتماعي، يوم بعد يوم وخاصًة بعد اشتعال الأحداث في الحلقة الماضية، ولجوء الأبطال إلى الدجالين لفتح المندل وقراءة الفنجان لمعرفة ما ينتظرهم في علم الغيب.
قد لا تعلم الكثيرات منكن مفهوم كلمة المَنْدَل واللقب الذي يطلق على فاعلها وهو فاتح المَنْدَل، فهو وسيلة إلى الرؤى، تحفز ظاهرة الغشية من خلال التحديق في بلورة، وكان يعتبر قديمًا أحد وسائل التكهن والشعوذة، أو استبصار شيء غيبي سماوي بواسطة رؤى من المستقبل، ولكن تبين فيما بعد أنها متصلة بتوقعات وأفكار تكون في ذهن الرائي.
فتح المندل
اختلفت الآراء حول حكم شرعية فتح المندل في الدين، بالإضافة إلى تأثيره النفسي على العقل، فالكثير من علماء الدين أكدوا أنه لا يجوز شرعاً، لأنه يعتبر ضرب من ضروب العرافة والكهانة وادعاء معرفة الغيب، حيث قد ورد النهي الشديد عن ذلك وتوعد فاعله بأغلظ العقوبات، ففي صحيح مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً”.
مخالف القرآن
وفي هذا الصدد، أكد علماء الدين أن من يقبل على فتح النمدل يكون مخالفًا للقرآن والسنة، فهم يظنون أنهم سوف يعلمون الغيب وما تخفيه الأقدار لهم الأمر الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل، مشيرين إلى أن الجهل بأمور الدين مؤخرًا هو السبب وراء انتشار هذه الظاهرة وما شابهها، فضلًا عن الجهل بأحكام الشريعة، وشيوع الأمية الدينية في المجتمع، نظرًا لضعف دور علماء الدين والمفكرين والشيوخ، وامتناعهم عن تنوير بصيرة الجهلاء وتحذيرهم من عواقب اللجوء إلى المشعوذين والإستعانة بالدجالين.
تحذير العلماء
كما حذر علماء الدين من عواقب انتشار ظاهرة فتح المندل، مشيرين إلى أنها قد تتسبب في الإصابة بالاكتئاب وسوء الحالة النفسية، فضلًا عن اهتزاز الثقة في الله عز وجل وقدره المكتوب لنا، فمن يستعين بهذا الأمر كأنه يكفر بالله، وللحد من انتشار ظاهرة فتح المندل وعدم الإنسياق خلفها بشتى الطرق، لابد من نشر القيم الإيجابية بين أفراد المجتمع، بهدف توعيتهم من عواقب اللجوء إليها، ويبدأ الأمر من الأسرة مرورًا بالمؤسسات التعليمية، والدينية، والإعلامية.