“دعوى طلاق بسبب السجائر”.. قصة امرأة تُطالب بالحرية بعد سنوات من المعاناة

في حادثة غير تقليدية لكنها ليست غريبة في الواقع، تقدمت سيدة برفع دعوى طلاق ضد زوجها بسبب إدمانه على التدخين، قد يعتقد البعض أن هذا السبب صغير مقارنةً بالقضايا الزوجية الأخرى، لكن القصة التي أصبحت حديث وسائل الإعلام والمجتمع تحمل في طياتها تفاصيل عميقة تعكس تأثير السلوكيات اليومية على الحياة الزوجية.
السجائر بين الزوجين
كانت أسماء تعيش مع زوجها حياة هادئة في البداية، إلا أن إدمان زوجها على السجائر أصبح شيئًا فشيئًا عقبة كبيرة في حياتهم، و في البداية، حاولت التعامل مع الأمر بصبر، ظنًا منها أن التدخين هو مجرد عادة يمكنه التخلص منها مع مرور الوقت، ولكن، ومع مرور السنين، ازدادت الأمور تعقيدًا، ومتدخين الزوج لم يكن فقط يؤثر على صحته، بل بدأ يؤثر على العلاقة بينهما أيضًا.
وبحسب ما ذكرته السيدة في دعواها أمام المحكمة، فإن رائحة السجائر في المنزل كانت تشعرها بالغثيان وتسبب لها صداعًا مستمرًا، و علاوة على ذلك، بدأ التدخين يؤثر على مظهر المنزل ونظافته، حيث كان زوجها يُدخن في أرجاء البيت مما يجعل الجو غير مريح وغير صحي، وتقول أسماء إنها بدأت تشعر بالانزعاج الشديد مع مرور الوقت، وزادت مشاعرها بالإحباط من رفض زوجها محاولة تغيير سلوكه.
التأثيرات النفسية والعاطفية للتدخين على العلاقة
في كثير من الأحيان، يكون التدخين أكثر من مجرد عادة غير صحية؛ فهو يمكن أن يصبح سلوكًا مدمرًا يؤثر على الصحة النفسية والعاطفية للأشخاص من حولهم. ووفقًا لرواية أسماء، فإن رفض زوجها التوقف عن التدخين رغم محاولاتها المتكررة جعلها تشعر بالإهانة والإهمال، لم يكن الزوج يدرك تأثير تدخينه على مشاعر زوجته، بل كان يعتبر الأمر أمرًا عاديًا أو مجرد مسألة صحية يمكن التغاضي عنها، كما أن الرفض المستمر للتعامل مع المشكلة جعل السيدة أسماء تشعر بأنها غير قادرة على العيش في بيئة صحية وآمنة.
ولم تقتصر مشاعر الأذى على الجوانب الصحية فقط، بل امتدت إلى حياتهما العاطفية. شعرت أسماء بأنها لم تعد تحظى باهتمام زوجها في ظل إدمانه، كما شعرت بأنه لم يأخذ احتياجاتها الصحية والعاطفية على محمل الجد. ومع تكرار المحاولات الفاشلة للإقناع بالتوقف عن التدخين، ازداد الفتور في العلاقة.
الطلاق كحل نهائي
بعد سنوات من المعاناة والصبر على سلوك زوجها، قررت أسماء أن تأخذ خطوة جادة وتطالب بالطلاق، فبالرغم من أن السبب قد يبدو بسيطًا للبعض، إلا أن أثر التدخين على حياتها كان عميقًا، لدرجة جعلتها لا تستطيع الاستمرار في حياة تعيشها في ظل سلوك غير صحي ومؤذي، وقد جاء قرارها بعدما جربت كافة الحلول، من نصائح وتوجيهات، ولكن لم يكن هناك أي استجابة من زوجها.
وفي دعوى الطلاق التي رفعتها أمام المحكمة، قالت أسماء إنها لا تطلب الطلاق فقط بسبب التدخين، بل لأن هذا الأمر كشف عن عدم اكتراث زوجها لصحتها وراحتها، وكان قرارها نهائيًا بعد سنوات من الإحباط، إذ شعرت أنها تستحق حياة أكثر سعادة وصحة بعيدًا عن الإدمان والضرر.