صحة الكلى أثناء الحمل.. مشكلات شائعة تتطلب وعيًا ومتابعة دقيقة

يُعد الحمل مرحلة فريدة في حياة المرأة، مليئة بالفرح والتطلعات، لكنها في الوقت نفسه مصحوبة بتغيرات جسدية ونفسية قد تؤثر على صحة الأم والجنين، و من هنا، تبرز أهمية المتابعة الطبية المنتظمة وإجراء الفحوصات الدورية لتقليل احتمالية حدوث مضاعفات، والحفاظ على صحة الأم والطفل الذي لم يولد بعد.
يحذر الأطباء من أن الحمل يُحدث ضغطًا إضافيًا على عدة أجهزة حيوية في الجسم، لا سيما الكلى، والتي تقوم بدور أساسي في تصفية الفضلات، وتنظيم توازن السوائل، وضبط ضغط الدم – وهي وظائف تزداد أهميتها خلال فترة الحمل. وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في بعض المناطق، يزداد خطر الجفاف وسوء التغذية، مما قد يُضاعف العبء على الكلى.
بحسب الدكتور دورجا دامودهاران، استشاري أول في أمراض السكري بمستشفى أبولو كرادل – تشيناي، فهناك خمس مشكلات كلوية تُعد من أكثر الحالات شيوعًا لدى النساء الحوامل، وهي:
1. تسمم الحمل واضطرابات ضغط الدم
يُعتبر تسمم الحمل من أبرز المضاعفات التي قد تُهدد صحة الأم والجنين، حيث يصيب نحو 5-8% من حالات الحمل، ويظهر غالبًا في الثلث الثاني. يتميز بارتفاع ضغط الدم وظهور بروتين في البول بشكل مفاجئ. يشير الدكتور دامودهاران إلى أن الاكتشاف المبكر من خلال الفحوصات الدورية يمكن أن يُساعد في الوقاية من التدهور إلى حالات أكثر خطورة، مثل القصور الكلوي أو خلل متعدد في الأعضاء.
2. التهابات المسالك البولية (UTIs)
يُعد هذا النوع من الالتهابات شائعًا جدًا خلال الحمل، ويُعزى إلى التغيرات الهرمونية وضغط الرحم المتزايد على المثانة، مما يُبطئ تدفق البول ويهيئ بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. وفي حال إهمال العلاج، قد تتطور الحالة إلى التهاب في الكلى (التهاب الحويضة والكلية)، وهو أمر قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإصابة بتعفن الدم. الوقاية تشمل الفحوصات المنتظمة وزراعة البول، مع استخدام المضادات الحيوية المناسبة في الوقت المناسب.
3. إصابة الكلى الحادة (AKI)
رغم أنها ليست شائعة، إلا أن الإصابة الحادة بالكلى قد تُشكل خطرًا حقيقيًا، خاصةً في المناطق الريفية أو التي تعاني من ضعف في خدمات الرعاية الصحية. تشمل أسبابها تسمم الحمل، النزيف بعد الولادة، الإجهاض غير الآمن، وتسمم الدم. يشدد الطبيب على أهمية تحسين خدمات الطوارئ وتكامل الرعاية بين طب الكلى وطب التوليد للوقاية من هذه الحالة.
4. مرض الكلى المزمن (CKD)
قد يؤدي هذا المرض إلى مضاعفات خطيرة أثناء الحمل، مثل الولادة المبكرة أو تأخر نمو الجنين داخل الرحم. وفي كثير من الحالات، تبقى الأشكال الخفيفة إلى المتوسطة من الفشل الكلوي دون تشخيص حتى يتفاقم الوضع أثناء الحمل. لذلك من الضروري مراقبة مؤشرات مثل مستوى الكرياتينين، بروتين البول، وضغط الدم بشكل منتظم. وتوصي الدكتورة دامودهاران بمتابعة متعددة التخصصات لتحسين فرص الشفاء لدى الأم والجنين.
5. الجفاف واختلال توازن الإلكتروليتات
الجفاف من المشكلات الشائعة خلال الحمل، وقد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الكلى، ويؤثر سلبًا على توازن الأملاح الحيوية مثل الصوديوم، البوتاسيوم، والمغنيسيوم. هذه الاضطرابات قد تزيد من مخاطر الولادة المبكرة ومضاعفات أخرى. ولهذا، من الضروري الحفاظ على الترطيب الجيد، خاصة في الطقس الحار، لتفادي أي تأثيرات سلبية على سير الحمل.