كيفية التعامل مع الطفل العنيد.. من التحدي إلى الفرصة التربوية

قد يبدو التعامل مع الطفل العنيد أمرًا صعبًا، لكنه في الحقيقة فرصة لتعليم الطفل مهارات حياتية مهمة مثل التفاوض، التعبير عن الرأي، واحترام القواعد. المفتاح هو الفهم والتعامل الواعي لا الصدام.
أولًا: فهم دوافع العناد
الطفل لا يكون عنيدًا لمجرد التحدي، بل قد يكون سلوكه نتيجة:
-
رغبته في الاستقلال.
-
فضوله تجاه ما حوله.
-
محاولته للتعبير عن مشاعر لا يعرف كيف يعبر عنها بالكلام.
شعور الطفل بالقوة عند الرفض قد يكون وسيلته لإثبات ذاته وبناء هويته.
استراتيجيات فعالة للتعامل مع العناد:
1. التزام الهدوء وضبط النفس
لا تجعل العلاقة تتحول إلى صراع قوة. كلما حافظت على هدوئك، ساعدت طفلك على التهدئة أيضًا.
تجنب الصراخ أو العقاب القاسي، فهي طرق تعزز العناد لا تحله.
2. تقديم الخيارات بدل الأوامر
بدلاً من إعطاء أوامر مباشرة مثل: “البس الآن”، استخدم أسلوب الاختيار:
“تحب تلبس القميص الأحمر ولا الأزرق؟”
هذا الأسلوب يمنح الطفل شعورًا بالتحكم ويقلل من مقاومته.
3. الإصغاء والتواصل الفعّال
استمع لطفلك بانتباه، وكرر ما يقوله لتُشعره بأنه مسموع ومفهوم، مما يعزز ثقته بك ويهدئ من عناده.
4. تحديد الحدود بوضوح وثبات
ضع قواعد واضحة، واشرح العواقب بطريقة هادئة مسبقًا.
الالتزام بهذه القواعد بثبات يساعد الطفل على فهم حدود السلوك المقبول.
5. التشجيع والمدح الإيجابي
عزز التصرفات الإيجابية بعبارات مشجعة مثل:
“أنا فخور بك لأنك تعاونت معي.”
المدح الإيجابي يحفز الطفل على تكرار السلوك الجيد.
6. تحويل الانتباه عند الحاجة
إذا كان العناد مرتبطًا بأمر غير ضروري، غيّر الحديث أو وجّه انتباه الطفل إلى نشاط آخر يحبه.
7. الالتزام بالروتين اليومي
الأطفال يشعرون بالأمان عندما تكون حياتهم منظمة.
الروتين يقلل من فرص التوتر والرفض.
8. كن قدوة حسنة
سلوكك هو النموذج الأول لطفلك. تصرّف بهدوء واحترام في المواقف المختلفة، فالأطفال يقلدون ما يرونه أكثر مما يستمعون إليه.
ما يجب تجنبه:
-
تجنّب وصف الطفل بـ”العنيد” باستمرار، فهذا يرسّخ السلوك.
-
لا تستخدم التهديدات التي لا تُنفّذ.
-
لا تدخل في تحديات متكررة مع الطفل، فذلك يعمّق العناد بدل تجاوزه.