مي الجعلي تكتب: التوفير دون الشعور بالحرمان
كتب-مي الجعلي
كثيرًا ما تربكنا ارتفاعات الأسعار المتصاعدة، التي لا تتوقف يومًا بعد يوم، فوتيرة الارتفاعات باتت صاروخية غير مسبوقة على مر السنوات السابقة، ولا نعرف إلى أي مدى يمكن أن تصل إليه تلك الفوضى العشوائية للأرقام التي ندين بها التجار بكل شجاعة ودون ذرة من تأنيب الضمير.
ولكن ماذا عن بيوتنا وعن ضحكات أطفالنا التي تتحكم فيها المادة بأغلب الأحيان فتلك احتياجات تتطلب أوراقًا خضراء ورمادية، وتلك أحلام تحتاج نقودًا وتلك التزامات تحتاج أموالًا، ولا يعلم إلا الخالق متى سنتوقف عن الدوران في تلك الساقية الحياتية والتي باتت لا تدور إلا لسد الالتزامات الحياتية، بعيدًا عن أفكار الإدخار التي كنا نعهدها من قبل.
وقفة لتدبير الموارد
لذا فالأمر يتطلب وقفة، وقفة لتدبير الموارد بشكل رصين يمكننا من عبور ذلك المطب دون خسائر.. فكما يقولون في الأمثال الشعبية التي تجسد تجارب السابقين الناجحة والتي أرادوا نقلها لنا عبر كلمات معدودة تساعدنا في تسيير أمورنا “الشاطرة تغزل برجل حمار” ..نعم سيدتي برجل حمار ..فكيف نطبق ذلك المثل في حياتنا؟
الاستغناء عن المبالغة في حياتنا بشكل عام، الاستغناء عن كل ما يمكن أن نستغنى عنه دون أن ينقص من سعادتنا شيئًا، فتلك السفرة العامرة بالسمك والأرز والسلطة لن يزيدها الجمبري شيئًا، لأن ما عليها يٌشبع ويسعد القلب ويطرب الروح.. صينية الرقاق الفاخرة ، ماذا يمكن أن تضيف لسفرة المحشي..لا شيء ولكنها يمكن أن تكون سيدة السفرة في يوم آخر بجانب طبق من البطاطس.
أبواب الفشخرة
أما عن التكاليف المبالغ فيها في الهدايا كباب من أبواب “الفشخرة” فلا وألف لا ..لن نضغط على نفقاتنا ثانية سوى برد الهدية بما يوازيها من هدية مع إيقاف باب المزايدة الصاعد دون توقف.
وعن أطفالنا وهم المنشودين من الرواية بأكملها فالأمر يتطلب اهتمام مشوب بالحنان حتى وإن كانت ألعابنا عبارة عن أوراق صنعنا منها المسدسات والمراكب والعرائس الورق، فستجدين البسمات والضحكات تملىء الوجوه أكثر من الألعاب الباهظة التي باتت تطلب أرقام فلكية.
صدقيني ..انتي كنز حياة أسرتك وإن لم تملكي سوى جنيهات معدودة، فيمكنك أن تنيري مصباح السعادة بذكائك أو تنشري العتمة في حياة الأطفال باللامبالاة والكسل.