محمود سليم يكتب: رأس المرأة والدجاجة سواء
لا تأتي الأمثال الشعبية القديمة هباءًا منثورًا، لكنها جاءت لحكم وعبر تدل على مواقف زمانها، ولما كانت تلك الأمثال تعبر عن مواقف قد وقعت، قام الإنسان بتداولها على نطاق واسع حتى أتت لنا في زماننا العاصر.
كثير من تلك الأمثال تحمل في طياتها أفكارًا عتيقة لاتتوافق مع وقعنا المعاصر، ومن بينها مثل شعبي معروف وهو” رأس المرأة والدجاجة سواء”، وهو مثل كان يعبر عن مساواة ذكاء المرأة بذكاء الدجاجة، وخلاصة المعني هو تحقير لمكانة المرأة التي كرمها الله.
ويدلل هذا المثل أنه انتشر في عصور غابرة، حيث كان دور المرأة محصور داخل المنزل، في حين أن الرجل كان هو السيد والسائد في كافة المجالات، وهو ما ساهم في ترسيخ فكرة دونية المرأة، متجاهلين قدراتها ومواقفها العظيمة، ومنافستها القوية للرجل.
ولو نظرنا للمثل بصورة أعمق فأن الغرض منه تحقير المرأة وتصدير صورة نمطية تصور المرأة ككائن ضعيف غير قادر على التفكير، ويتجاهل الانجازات التي حققتها المراة في كافة المجالات سواء كان في العلم أوالفن والسياسية، كما يساهم هذا المثل في تعزيز التميز ضد المرأة ويعيق تقدمها وتمكينها في المجتمع.
ووفق الدراسات العلمية فأنه لا فرق في الذكاء بين الرجل والمرأة، وأنّ كليهما يتمتع بنفس القدرات والإمكانيات، كما أثبتت المرأة قدرتها على النجاح والتميز في مختلف المجالات.
وحان الوقت لكسر قيود الماضي، والابتعاد عن الأمثال والأفكار التي تُقلّل من شأن المرأة، و يجب أن نُؤمن بقدرات المرأة وإمكاناتها، ونُتيح لها فرصًا متساوية للنجاح والإبداع.